بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الأصل في آل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرموا ولا يهانوا ، وأن يرفعوا ولا يوضعوا،
الجمعة مايو 18, 2012 2:50 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
تعاليق: 0
مناظرة ابن رسول الله الضبياني فيصل عفيف والوهابي العمده من السعوديه
الجمعة مايو 18, 2012 2:46 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
اخى الفاضل انا هنا سوف اتكلم كلام عام لانى انا و بصراحة لا اهتم من بعيد او قريب بموضوع الانساب لانه بصراحة ربنا لم و لن يشغل بالى فى يوم من الايام.بهذ الموضوع......الرسول الاعظم صلى الله عليه و سلم اخى بين المهاجرين و …
[ قراءة كاملة ]
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
معاذ فضل عبد الرحيم
الجمعة أبريل 20, 2012 7:46 pm من طرف السيد زكريا الهاشمي
عاجل مقتل الشاب معاذ
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 4
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
السبت أبريل 21, 2012 11:16 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
تعاليق: 0
يوم الغدير هو يوم الموالاه
صفحة 1 من اصل 1
يوم الغدير هو يوم الموالاه
ان صلة المسلمين في عيد الغدير تتجلى في أمرين مهمين الأول :
أنه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب ، وإن كانت لهم به علاقة خاصة ، وإنما
اشترك معهم في التعيد به غيرهم من فرق المسلمين : فقد عده البيروني في
الآثار الباقية في القرون الخالية : 334 : مما استعمله أهل الإسلام من
الأعياد ، وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي : 53 : يوم غدير خم ، ذكره
أمير المؤمنين في شعره ، وصار ذلك اليوم عيدا وهو قوله عليه السلام :
محمد النبي أخي وصنوي وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا على ما كان من فهمي وعلمي
فأوجبت لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى الإله غدا بظلمي
ذكر
هذه الأبيات العلامة الأميني في كتابه الغدير 2 : 25 - 30 ، وذكر من رواها
من أعلام العامة : الحافظ البيهقي المتوفى 458 ه ، وأبو الحجاج يوسف بن
محمد المالكي المتوفى حدود 605 في كتابه ألف باء 1 : 39 ، وأبو الحسين
الحافظ زيد بن الحسن الكندي الحنفي المتوفى 613 في كتابه المجتنى : 39 ،
وياقوت الحموي في معجم الأدباء 5 : 266 ، ومحمد بن طلحة الشافعي المتوفى
652 في مطالب السؤول : 11 ، وسبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في تذكرة
خواص الأمة : 62 ، وابن أبي الحديد المتوفى 658 في شرح نهج البلاغة 2 : 377
، إلى ستة وعشرين نفر ممن رواها من أعلام العامة ، وقال ( وكل معنى أمكن
إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله صلى الله عليه وآله فقد جعله
لعلى ، وهي مرتبة سامية ، ومنزلة سامقة ، ودرجة علية ، ومكانة رفيعة ، خصصه
بها دون غيره ، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه )
تفيدنا
هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيد بذلك اليوم ، سواء رجع الضمير
في ( أوليائه ) إلى النبي أو الوصي صلى الله عليهما وآلهما ، أما على
الأول : فواضح ، وأما على الثاني : فكل المسلمين يوالون أمير المؤمنين عليا
شرع ، سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل ، ومن يراه رابع
الخلفاء ، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء ، إلا شذاذ من الخوارج
مرقوا عن الدين الحنيف ، وتقرئنا كتب التاريخ دروسا من هذا العيد ، وتسالم
الأمة الإسلامية عليه في الشرق والغرب ، واعتناء المصريين والمغاربة
والعراقيين بشأنه في القرون المتقادمة ، وكونه عندهم يوما مشهودا للصلاة
والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فصل في المعاجم ، ويظهر من غير مورد
من الوفيات لا بن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيدا : ففي ترجمة
المستعلي ابن المستنصر 1 : 60 : فبويع في يوم عيد غدير خم ، وهو الثامن عشر
من ذي الحجة سنة 487 ، وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2 : 223 :
وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين
وأربعمائة رحمه الله تعالى ، قلت : وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير ، أعني
ليلة الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو غدير خم ، بضم الخاء وتشديد الميم -
ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة ، وهذا
المكان بين مكة والمدينة ، وفيه غدير ماء ويقال : إنه غيضة هناك ، ولما رجع
النبي صلى الله عليه وآله من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل
إلى هذا المكان وآخى علي بن أبي طالب عليه السلام قال : على مني كهارون من
موسى ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من
خذله ، وقال الحازمي : وهو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير عنده
خطب النبي صلى الله عليه وآله ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحر
، وهذا الذي يذكره ابن خلكان وهو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والإشراف
: 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله : وولد علي عليه السلام وشيعته يعظمون
هذا اليوم ، ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب بعد أن عد ليلة الغدير من
الليالي المضافات المشهورة عند الأمة بقوله ص 511 : وهي الليلة التي خطب
رسول الله صلى الله عليه وآله في غدها بغدير خم على أقتاب الإبل ، فقال في
خطبته : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، قال تميم بن المعز صاحب الديار المصرية
المتوفى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر : 38 :
تروح علينا بأحداقها حسان حكتهن من نشر هنه
نواعم لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثقل أردافهنه
حسن كحسن ليالي الغدير وجئن ببهجة أيامهنه
ومما
يدل على ذلك : التهنئة لأمير المؤمنين عليه السلام من الشيخين وأمهات
المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله ، الأمر
الثاني : إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل وجاء في دمية القصر
وعصرة أهل العصر 1 : 113 ، ط مؤسسة دار الحياة وفي قائل هذه الأبيات كلام
تجده في هامش ص 111 و 175 ، بالدور النبوي ، فكانت البدأة به يوم الغدير
من حجة الوداع بعد أن أصحر نبي الإسلام صلى الله عليه وآله بمرتكز خلافته
الكبرى ، وأبان للملا الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينية والدنيوية ،
وحدد لهم مستوى أمر دينه الشامخ ، فكان يوما مشهودا يسر موقعه كل معتنق
للإسلام ، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة ، ومنبثق أنوار أحكامها ، فلا
تلويه من بعده الأهواء يمينا وشمالا ، ولا يسف به الجهل إلى هوة السفاسف
وأي يوم يكون أعظم منه ؟ وقد لاح فيه لاحب السنن ، وبان جدد الطريق ، وأكمل
فيه الدين ، وتمت فيه النعمة ، ونوه بذلك القرآن الكريم ، وإن كان حقا
اتخاذ يوم تسنم فيه الملوك عرش السلطنة عيدا يحتفل به بالمسرة والتنوير
وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات
بين الأمم والأجيال ، فيوم استقرت فيه الملوكية الإسلامية والولاية الدينية
العظمى لمن جاء النص به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن
هو إلا وحي يوحى ، أولى أن يتخذ عيدا يحتفل به بكل حفاوة وتبجيل ، وبما
أنه من الأعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرب إلى الله زلفى من
صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البر ، ولذلك كله أمر رسول الله صلى الله
عليه وآله من حضر المشهد من أمته ، ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه
الأنصار ، كما أمر أمهات المؤمنين ، بالدخول على أمير المؤمنين عليه السلام
وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصة الولاية ومرتبع الأمر والنهي
في دين الله ،
ومن القصائد المشهورة التي نظمت بمناسبة عيد الغدير قصيدة الشاعر الأمير أبو فراس الحمداني المتوفى 357 هـ التي قال فيها :
الحق مهتضم والدين مخترم * وفئ آل رسول الله مقتسم
والناس عندك لأناس فيحفظهم * سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
إني أبيت قليل النوم أرقني * قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الليل صاحبها * إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به * والدرع والرمح والصمصامة الحذم
وكل مائرة الضبعين مسرحها * رمث الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب إذا ركبوا * وليس رأيهم رأيا إذا عزموا
يا للرجال أما لله منتصر * من الطغاة؟ أما لله منتقم
بنو علي رعايا في ديارهم * والأمر تملكه النسوان والخدم
محلئون فأصفى شربهم وشل * عند الورود وأوفى ودهم لمم
فالأرض إلا على ملاكها سعة * والمال إلا على أربابه ديم
فما السعيد بها إلا الذي ظلموا * وما الشقي بها إلا الذي ظلموا
للمتقين من الدنيا عواقبها * وإن تعجل منها الظالم الأثم
أتفخرون عليهم لا أبا لكم * حتى كأن رسول الله جدكم؟!
ولا توازن فيما بينكم شرف * ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل * ولا لجدكم معاشر جدهم
ولا لعرقكم من عرقهم شبه * ولا نثيلتكم من أمهم أمم
قام النبي بها (يوم الغدير) لهم * والله يشهد والأملاك والأمم
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تنازعها الذؤبان والرخم
وصيروا أمرهم شورى كأنهم * لا يعرفون ولاة الحق أيهم
تالله ما جهل الأقوام موضعها * لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهم * ولا لهم قدم فيها ولا قدم
لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا * ولا يحكم في أمر لهم حكم
ولا رآهم أبو بكر وصاحبه * أهلا لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم مدعوها غير واجبة؟ * أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟
أما علي فأدنى من قرابتكم * عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد الله نعمته؟ * أبوكم أم عبيد الله أم قثم؟!؟!
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن * أباهم العلم الهادي وأمهم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم * ولا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب * للصافحين ببدر عن أسيركم؟!
هلا كففتم عن الديباج سوطكم * وعن بنات رسول الله شتمكم؟
ما نزهت لرسول الله مهجته * عن السياط فهلا نزه الحرم؟
ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت * تلك الجرائر إلا دون نيلكم
كم غدرة لكم في الدين واضحة * وكم دم لرسول الله عندكم
أنتم له شيعة فيما ترون وفي * أظفاركم من بنيه الطاهرين دم
هيهات لا قربت قربى ولا رحم * يوما إذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان له رحما * ولم يكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتمها * غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم؟
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت * عن ابن فاطمة الأقوال والتهم
باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته * وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت * ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهم وإن بليت * بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لاعن أبي مسلم في نصحه صفحوا * ولا الهبيري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا * فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مالكة * لا يدعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم * وغيركم آمر فيها ومحتكم؟
أنى يزيدكم في مفخر علم؟ * وفي الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم * لمعشر بيعهم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا * يوم السؤال وعمالين إن عملوا
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا * ولا يضيعون حكم الله إن حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا * وفي بيوتكم الأوتار والنغم
منكم علية أم منهم؟ وكان لكم * شيخ المغنين إبراهيم أم لهم؟
إذا تلوا سورة غنى إمامكم * قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ما في بيوتهم للخمر معتصر * ولا بيوتكم للسوء معتصم
ولا تبيت لهم خنثى تنادمهم * ولا يرى لهم قرد ولا حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم * وزمزم والصفى والحجر والحرم
وليس من قسم في الذكر نعرفه * إلا وهم غير شك ذلك القسم
هذا
موجز عن عيد الغدير الذي ظل خالدا في قلوب المؤمنين رغم الظروف السياسية
القاسية التي جرت على المسلمين في الصدر الأول من الإسلام في عصر بني أميّة
، واهتمام الحكام يومئذٍ بالتعتيم والتكتم على فضائل الإمام أمير المؤمنين
عليّ عليه السلام ، فقد شاء اللّه تعالى أن ينشر حديث الغدير ، ويتولّى
الصحابة والتابعون لهم بإحسان وطبقات المحدّثين والعلماء بعدهم رواية هذا
الحديث حتى استفاض نقله وشاع مما لا يدع مجالاً لإشكال أو تشكيك ، فهنيئا
للمسلمين في كافة ارجاء المعمورة بهذا العيد العظيم اعاده الله على الامتين
الاسلامية والعربية بالخير والتوفيق ، اللهم آمين يارب العالمين .
أنه ليس صلة هذا العيد بالشيعة فحسب ، وإن كانت لهم به علاقة خاصة ، وإنما
اشترك معهم في التعيد به غيرهم من فرق المسلمين : فقد عده البيروني في
الآثار الباقية في القرون الخالية : 334 : مما استعمله أهل الإسلام من
الأعياد ، وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي : 53 : يوم غدير خم ، ذكره
أمير المؤمنين في شعره ، وصار ذلك اليوم عيدا وهو قوله عليه السلام :
محمد النبي أخي وصنوي وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي يطير مع الملائكة ابن أمي
وبنت محمد سكني وعرسي منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا على ما كان من فهمي وعلمي
فأوجبت لي ولايته عليكم رسول الله يوم غدير خم
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقى الإله غدا بظلمي
ذكر
هذه الأبيات العلامة الأميني في كتابه الغدير 2 : 25 - 30 ، وذكر من رواها
من أعلام العامة : الحافظ البيهقي المتوفى 458 ه ، وأبو الحجاج يوسف بن
محمد المالكي المتوفى حدود 605 في كتابه ألف باء 1 : 39 ، وأبو الحسين
الحافظ زيد بن الحسن الكندي الحنفي المتوفى 613 في كتابه المجتنى : 39 ،
وياقوت الحموي في معجم الأدباء 5 : 266 ، ومحمد بن طلحة الشافعي المتوفى
652 في مطالب السؤول : 11 ، وسبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654 في تذكرة
خواص الأمة : 62 ، وابن أبي الحديد المتوفى 658 في شرح نهج البلاغة 2 : 377
، إلى ستة وعشرين نفر ممن رواها من أعلام العامة ، وقال ( وكل معنى أمكن
إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله صلى الله عليه وآله فقد جعله
لعلى ، وهي مرتبة سامية ، ومنزلة سامقة ، ودرجة علية ، ومكانة رفيعة ، خصصه
بها دون غيره ، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه )
تفيدنا
هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيد بذلك اليوم ، سواء رجع الضمير
في ( أوليائه ) إلى النبي أو الوصي صلى الله عليهما وآلهما ، أما على
الأول : فواضح ، وأما على الثاني : فكل المسلمين يوالون أمير المؤمنين عليا
شرع ، سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل ، ومن يراه رابع
الخلفاء ، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء ، إلا شذاذ من الخوارج
مرقوا عن الدين الحنيف ، وتقرئنا كتب التاريخ دروسا من هذا العيد ، وتسالم
الأمة الإسلامية عليه في الشرق والغرب ، واعتناء المصريين والمغاربة
والعراقيين بشأنه في القرون المتقادمة ، وكونه عندهم يوما مشهودا للصلاة
والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فصل في المعاجم ، ويظهر من غير مورد
من الوفيات لا بن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيدا : ففي ترجمة
المستعلي ابن المستنصر 1 : 60 : فبويع في يوم عيد غدير خم ، وهو الثامن عشر
من ذي الحجة سنة 487 ، وقال في ترجمة المستنصر بالله العبيدي 2 : 223 :
وتوفي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجة سنة سبع وثمانين
وأربعمائة رحمه الله تعالى ، قلت : وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير ، أعني
ليلة الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو غدير خم ، بضم الخاء وتشديد الميم -
ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجة ، وهذا
المكان بين مكة والمدينة ، وفيه غدير ماء ويقال : إنه غيضة هناك ، ولما رجع
النبي صلى الله عليه وآله من مكة شرفها الله تعالى عام حجة الوداع ووصل
إلى هذا المكان وآخى علي بن أبي طالب عليه السلام قال : على مني كهارون من
موسى ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من
خذله ، وقال الحازمي : وهو واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير عنده
خطب النبي صلى الله عليه وآله ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة وشدة الحر
، وهذا الذي يذكره ابن خلكان وهو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والإشراف
: 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله : وولد علي عليه السلام وشيعته يعظمون
هذا اليوم ، ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب بعد أن عد ليلة الغدير من
الليالي المضافات المشهورة عند الأمة بقوله ص 511 : وهي الليلة التي خطب
رسول الله صلى الله عليه وآله في غدها بغدير خم على أقتاب الإبل ، فقال في
خطبته : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ،
وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، قال تميم بن المعز صاحب الديار المصرية
المتوفى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر : 38 :
تروح علينا بأحداقها حسان حكتهن من نشر هنه
نواعم لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثقل أردافهنه
حسن كحسن ليالي الغدير وجئن ببهجة أيامهنه
ومما
يدل على ذلك : التهنئة لأمير المؤمنين عليه السلام من الشيخين وأمهات
المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله ، الأمر
الثاني : إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل وجاء في دمية القصر
وعصرة أهل العصر 1 : 113 ، ط مؤسسة دار الحياة وفي قائل هذه الأبيات كلام
تجده في هامش ص 111 و 175 ، بالدور النبوي ، فكانت البدأة به يوم الغدير
من حجة الوداع بعد أن أصحر نبي الإسلام صلى الله عليه وآله بمرتكز خلافته
الكبرى ، وأبان للملا الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينية والدنيوية ،
وحدد لهم مستوى أمر دينه الشامخ ، فكان يوما مشهودا يسر موقعه كل معتنق
للإسلام ، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة ، ومنبثق أنوار أحكامها ، فلا
تلويه من بعده الأهواء يمينا وشمالا ، ولا يسف به الجهل إلى هوة السفاسف
وأي يوم يكون أعظم منه ؟ وقد لاح فيه لاحب السنن ، وبان جدد الطريق ، وأكمل
فيه الدين ، وتمت فيه النعمة ، ونوه بذلك القرآن الكريم ، وإن كان حقا
اتخاذ يوم تسنم فيه الملوك عرش السلطنة عيدا يحتفل به بالمسرة والتنوير
وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات
بين الأمم والأجيال ، فيوم استقرت فيه الملوكية الإسلامية والولاية الدينية
العظمى لمن جاء النص به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن
هو إلا وحي يوحى ، أولى أن يتخذ عيدا يحتفل به بكل حفاوة وتبجيل ، وبما
أنه من الأعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرب إلى الله زلفى من
صوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البر ، ولذلك كله أمر رسول الله صلى الله
عليه وآله من حضر المشهد من أمته ، ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه
الأنصار ، كما أمر أمهات المؤمنين ، بالدخول على أمير المؤمنين عليه السلام
وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصة الولاية ومرتبع الأمر والنهي
في دين الله ،
ومن القصائد المشهورة التي نظمت بمناسبة عيد الغدير قصيدة الشاعر الأمير أبو فراس الحمداني المتوفى 357 هـ التي قال فيها :
الحق مهتضم والدين مخترم * وفئ آل رسول الله مقتسم
والناس عندك لأناس فيحفظهم * سوم الرعاة ولا شاء ولا نعم
إني أبيت قليل النوم أرقني * قلب تصارع فيه الهم والهمم
وعزمة لا ينام الليل صاحبها * إلا على ظفر في طيه كرم
يصان مهري لأمر لا أبوح به * والدرع والرمح والصمصامة الحذم
وكل مائرة الضبعين مسرحها * رمث الجزيرة والخذراف والعنم
وفتية قلبهم قلب إذا ركبوا * وليس رأيهم رأيا إذا عزموا
يا للرجال أما لله منتصر * من الطغاة؟ أما لله منتقم
بنو علي رعايا في ديارهم * والأمر تملكه النسوان والخدم
محلئون فأصفى شربهم وشل * عند الورود وأوفى ودهم لمم
فالأرض إلا على ملاكها سعة * والمال إلا على أربابه ديم
فما السعيد بها إلا الذي ظلموا * وما الشقي بها إلا الذي ظلموا
للمتقين من الدنيا عواقبها * وإن تعجل منها الظالم الأثم
أتفخرون عليهم لا أبا لكم * حتى كأن رسول الله جدكم؟!
ولا توازن فيما بينكم شرف * ولا تساوت لكم في موطن قدم
ولا لكم مثلهم في المجد متصل * ولا لجدكم معاشر جدهم
ولا لعرقكم من عرقهم شبه * ولا نثيلتكم من أمهم أمم
قام النبي بها (يوم الغدير) لهم * والله يشهد والأملاك والأمم
حتى إذا أصبحت في غير صاحبها * باتت تنازعها الذؤبان والرخم
وصيروا أمرهم شورى كأنهم * لا يعرفون ولاة الحق أيهم
تالله ما جهل الأقوام موضعها * لكنهم ستروا وجه الذي علموا
ثم ادعاها بنو العباس ملكهم * ولا لهم قدم فيها ولا قدم
لا يذكرون إذا ما معشر ذكروا * ولا يحكم في أمر لهم حكم
ولا رآهم أبو بكر وصاحبه * أهلا لما طلبوا منها وما زعموا
فهل هم مدعوها غير واجبة؟ * أم هل أئمتهم في أخذها ظلموا؟
أما علي فأدنى من قرابتكم * عند الولاية إن لم تكفر النعم
أينكر الحبر عبد الله نعمته؟ * أبوكم أم عبيد الله أم قثم؟!؟!
بئس الجزاء جزيتم في بني حسن * أباهم العلم الهادي وأمهم
لا بيعة ردعتكم عن دمائهم * ولا يمين ولا قربى ولا ذمم
هلا صفحتم عن الأسرى بلا سبب * للصافحين ببدر عن أسيركم؟!
هلا كففتم عن الديباج سوطكم * وعن بنات رسول الله شتمكم؟
ما نزهت لرسول الله مهجته * عن السياط فهلا نزه الحرم؟
ما نال منهم بنو حرب وإن عظمت * تلك الجرائر إلا دون نيلكم
كم غدرة لكم في الدين واضحة * وكم دم لرسول الله عندكم
أنتم له شيعة فيما ترون وفي * أظفاركم من بنيه الطاهرين دم
هيهات لا قربت قربى ولا رحم * يوما إذا أقصت الأخلاق والشيم
كانت مودة سلمان له رحما * ولم يكن بين نوح وابنه رحم
يا جاهدا في مساويهم يكتمها * غدر الرشيد بيحيى كيف ينكتم؟
ليس الرشيد كموسى في القياس ولا * مأمونكم كالرضا لو أنصف الحكم
ذاق الزبيري غب الحنث وانكشفت * عن ابن فاطمة الأقوال والتهم
باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته * وأبصروا بعض يوم رشدهم وعموا
يا عصبة شقيت من بعد ما سعدت * ومعشرا هلكوا من بعد ما سلموا
لبئسما لقيت منهم وإن بليت * بجانب الطف تلك الأعظم الرمم
لاعن أبي مسلم في نصحه صفحوا * ولا الهبيري نجا الحلف والقسم
ولا الأمان لأهل الموصل اعتمدوا * فيه الوفاء ولا عن غيهم حلموا
أبلغ لديك بني العباس مالكة * لا يدعوا ملكها ملاكها العجم
أي المفاخر أمست في منازلكم * وغيركم آمر فيها ومحتكم؟
أنى يزيدكم في مفخر علم؟ * وفي الخلاف عليكم يخفق العلم
يا باعة الخمر كفوا عن مفاخركم * لمعشر بيعهم يوم الهياج دم
خلوا الفخار لعلامين إن سئلوا * يوم السؤال وعمالين إن عملوا
لا يغضبون لغير الله إن غضبوا * ولا يضيعون حكم الله إن حكموا
تنشى التلاوة في أبياتهم سحرا * وفي بيوتكم الأوتار والنغم
منكم علية أم منهم؟ وكان لكم * شيخ المغنين إبراهيم أم لهم؟
إذا تلوا سورة غنى إمامكم * قف بالطلول التي لم يعفها القدم
ما في بيوتهم للخمر معتصر * ولا بيوتكم للسوء معتصم
ولا تبيت لهم خنثى تنادمهم * ولا يرى لهم قرد ولا حشم
الركن والبيت والأستار منزلهم * وزمزم والصفى والحجر والحرم
وليس من قسم في الذكر نعرفه * إلا وهم غير شك ذلك القسم
هذا
موجز عن عيد الغدير الذي ظل خالدا في قلوب المؤمنين رغم الظروف السياسية
القاسية التي جرت على المسلمين في الصدر الأول من الإسلام في عصر بني أميّة
، واهتمام الحكام يومئذٍ بالتعتيم والتكتم على فضائل الإمام أمير المؤمنين
عليّ عليه السلام ، فقد شاء اللّه تعالى أن ينشر حديث الغدير ، ويتولّى
الصحابة والتابعون لهم بإحسان وطبقات المحدّثين والعلماء بعدهم رواية هذا
الحديث حتى استفاض نقله وشاع مما لا يدع مجالاً لإشكال أو تشكيك ، فهنيئا
للمسلمين في كافة ارجاء المعمورة بهذا العيد العظيم اعاده الله على الامتين
الاسلامية والعربية بالخير والتوفيق ، اللهم آمين يارب العالمين .
ابن الجنوب الهاشمي- عدد المساهمات : 167
نقاط : 398
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 29/03/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت سبتمبر 08, 2018 7:27 am من طرف حارثة
» إضاءات حول صلح الإمام الحسن عليه السلام
الثلاثاء مايو 29, 2012 11:57 pm من طرف انصار الله
» قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي !
الثلاثاء مايو 29, 2012 9:24 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
» فضل الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام
الثلاثاء مايو 29, 2012 9:18 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
» الأدلة من السنة النبوية على إمامة أهل البيت عليهم السلام
الثلاثاء مايو 29, 2012 9:02 pm من طرف السيد زكريا الهاشمي
» الشجرة التى قابل عندها سيدنا إبراهيم(عليه السلام) الملائكة ..
الإثنين مايو 28, 2012 7:44 pm من طرف علي سفيان الشاعري
» صورة المكان الذي دفن بـه كف العباس عليه السلامـ في كربلاء المقدسة
الإثنين مايو 28, 2012 7:38 pm من طرف علي سفيان الشاعري
» زياره السيد حسن نصر لله للامام الرضاعليه السلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في زياره حديثه للأمام الرضا سلام الله عليه
الإثنين مايو 28, 2012 7:32 pm من طرف علي سفيان الشاعري
» أسألكم الدعاء
الإثنين مايو 28, 2012 7:24 pm من طرف علي سفيان الشاعري