بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
نوفمبر 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | ||||
4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 |
11 | 12 | 13 | 14 | 15 | 16 | 17 |
18 | 19 | 20 | 21 | 22 | 23 | 24 |
25 | 26 | 27 | 28 | 29 | 30 |
الأصل في آل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرموا ولا يهانوا ، وأن يرفعوا ولا يوضعوا،
الجمعة مايو 18, 2012 2:50 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
تعاليق: 0
مناظرة ابن رسول الله الضبياني فيصل عفيف والوهابي العمده من السعوديه
الجمعة مايو 18, 2012 2:46 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
اخى الفاضل انا هنا سوف اتكلم كلام عام لانى انا و بصراحة لا اهتم من بعيد او قريب بموضوع الانساب لانه بصراحة ربنا لم و لن يشغل بالى فى يوم من الايام.بهذ الموضوع......الرسول الاعظم صلى الله عليه و سلم اخى بين المهاجرين و …
[ قراءة كاملة ]
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
معاذ فضل عبد الرحيم
الجمعة أبريل 20, 2012 7:46 pm من طرف السيد زكريا الهاشمي
عاجل مقتل الشاب معاذ
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 4
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
السبت أبريل 21, 2012 11:16 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
تعاليق: 0
( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج2
صفحة 1 من اصل 1
( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج2
على ان ساقي الناس في الحشر قلبه***مريع وهذا بالظما قلبه يغلي
وقفت على ماء الفرات ولم أزل***أقول له والقول يحسنه مثلي
علامك تجري لا جريت لوارد***وادركت يوماً بعض عارك بالغسل
اما نشفت اكباد آل محمد***لهيباً ولا ابتلّت بعل ولا نهل
من الحق ان تذوي غصونك ذبلا***أسى وحياء من شفاههم اذبل
غرور ابن سعد:
وأرسل الحسين (عليه السلام) عمرو بن قرظة الأنصاري الى ابن سعد يطلب الاجتماع معه ليلا بين المعسكرين، فخرج كلّ منهما في عشرين فارساً وأمر الحسين (عليه السلام)من معه أن يتأخّر إلا العبّاس وابنه عليّاً الأكبر وفعل ابن سعد كذلك وبقي معه ابنه حفص وغلامه.
فقال الحسين (عليه السلام): يا ابن سعد أتقاتلني أما تتّقي الله الذي إليه معادك؟! فأنا ابن من قد علمت! الا تكون معي وتدع هؤلاء فانّه أقرب الى الله تعالى؟
قال عمر: أخاف أن تهدم داري، قال الحسين (عليه السلام): أنا أبنيها لك، فقال: أخاف أن تؤخذ ضيعتي، قال (عليه السلام): أنا أُخلف عليك خيراً منها من مالي بالحجاز([49])، ويروى أنه قال لعمر: أعطيك (البغيبغة) وكانت عظيمة فيها نخل وزرع كثير دفع معاوية فيها ألف ألف دينار فلم يبعها منه([50]) فقال ابن سعد: إن لي بالكوفة عيالا وأخاف عليهم من ابن زياد القتل.
ولما أيس منه الحسين (عليه السلام) قام وهو يقول: ما لك ذبحك الله على فراشك عاجلا ولا غفر لك يوم حشرك فوالله إني لأرجو أن لا تأكل من برّ العراق إلا يسيراً، قال ابن سعد مستهزءاً: في الشعير كفاية([51]).
وأوّل ما شاهده من غضب الله عليه ذهاب ولاية الريّ ، فانّه لمّا رجع من كربلا طالبه ابن زياد بالكتاب الذي كتبه بولاية (الريّ) فادعى ابن سعد ضياعه فشدّد عليه باحضاره فقال له ابن سعد: تركته يقرأ على عجائز قريش اعتذاراً منهم، اما والله لقد نصحتك بالحسين نصيحة لو نصحتها أبي سعداً لكنت قد أديت حقه، فقال عثمان بن زياد اخو عبيدالله: صدق! وددت أن في انف كلّ رجل من بني زياد خزامة الى يوم القيامة وان الحسين لم يقتل([52]).
وافتعل ابن سعد على «أبيِّ الضيم» ما لم يفعله وكتب الى ابن زياد زعماً منه أنّ فيه صلاح الأمّة ;
أمّا بعد! فانّ الله أطفأ النائرة، وجمع الكلمة، وأصلح أمر الأمّة، وهذا حسين أعطاني أن يرجع الى المكان الذي منه أتى، أو أن يسير الى نفر من الثغور فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم([53]).
أقول: هيهات أن يصدر ذلك أو يكون من «أبيِّ الضيم» الذي علّم الأجيال الصبر على المكاره وملاقاة الحتوف، عزيزاً رافعاً رأسه، رافضاً الخنوع والذلّ والاستسلام لابن مرجانة، أو الانقياد لابن آكلة الأكباد الطليق وابن الطلقاء.
أليس هو القائل لأخيه محمّد بن الحنفية: لو لم يكن ملجأ لما بايعت يزيد.
أليس هو القائل لابن الاطرف: والله لا أعطي الدنية من نفسي.
أليس هو القائل: لا اعطي بيدي إطاء الذليل ولا اقرّ إقرار العبيد.
أليس هو القائل: لا أرى الموت إلاّ سعادة والحياة مع الظالمين إلاّ برما.
كيف يلوي على الدنية جيداً***لوى الله ما لواه الخضوع
ولديه جأش اردُّ من الدرع***لئمئى القنا وهُنَّ شروع
وبه يرجع الحفاظ لصدر***ضاقت الأرض وهي فيه تضيع
فأبى أن يعيش إلاّ عزيزاً***أو تجلى الكفاح وهو صريع([54])
أليس هو القائل لزرارة بن صالح: اني أعلم علماً يقيناً ان هناك مصرعي ومصارع أصحابي وأهل بيتي لا ينجو منهم إلاّ ولدي علي.
أليس هو القائل لجعفر بن سليمان الضبيعي: انهم لا يدعوني حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفي. ومع كل هذا كان مصمّماً على التضحية ومقدّماً كلّ غال ونفيس وبكلّ ما يملك من أهل ومال في سبيل إعلاء كلمة الحق وكشف الباطل ودحره.
وآخر قوله يوم الطفّ: ألا إنّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين ، بين السلّة والذلّة، وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وانوف حميّة، ونفوس أبيّة، من ان تؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام.
وان حديث عقبة بن سمعان يفسّر الحالة التي كان عليها الحسين (عليه السلام) قال: صحبت الحسين (عليه السلام) من المدينة الى مكّة، ومنها الى العراق ولم افارقه حتى قتل، وقد سمعت جميع كلامه، فما سمعت منه ما يتذاكر فيه الناس من أن يضع يده في يد يزيد، ولا ان يسير الى ثغر من الثغور، لا في المدينة، ولا في مكّة، ولا في الطريق ، ولا في العراق، ولا في عسكره الى حين قتله.
نعم سمعته يقول: دعوني أذهب الى هذه الأرض العريضة([55]).
ولمّا قرأ ابن زياد كتاب ابن سعد قال: هذا كتاب ناصح مشفق على قومه وأراد أن يجيبه فقام الشمر([56])وقال: أتقبل هذا منه بعد أن نزل بأرضك؟ والله لئن رحل من بلادك ولم يضع يده في يدك ليكوننَّ أولى بالقوّة وتكون أولى بالضعف والوهن، فاستصوبَ رأيه وكتب الى ابن سعد: أمّا بعد! اني لم أبعثك الى الحسين لتكفّ عنه ولا لتطاوله ولا لتمنّيه السلامة ولا لتكون له عندي شفيعاً انظر فان نزل حسين واصحابه على حكمي فابعث بهم اليَّ سلما وان أبَوْا فازحف اليهم حتى تقتلهم وتمثّل بهم فانّهم لذلك مستحقّون، فان قتل حسين فأوطئ الخيل صدره وظهره ولست أرى أنه يضر بعد الموت ولكن على قول قلته لو قتلته لفعلت هذا به، فإن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك السامع المطيع، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر، فإنّا قد أمرناه بذلك([57]).
الأمـان:
وصاح الشمر بأعلى صوته: اين بنو اختنا([58])؟ اين العباس واخوته؟ فأعرضوا عنه، فقال الحسين (عليه السلام): أجيبوه ولو كان فاسقاً قالوا: ما شأنك وما تريد؟ قال: يا بني اختي انتم آمنون لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد فقال العباس: لعنك الله ولعن امانك اتؤمننا وابن رسول الله لا امان له([59]) وتأمرنا ان ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء([60]).
أيظن هذا الجلف الجافي أن يستهوي رجل الغيرة والحميّة الى الخسف والهوان فيستبدل أبو الفضل الظلمة بالنور ويدع عَلَم النبوّة وينضوي الى راية ابن ميسون؟.. كلا.
ولما رجع العباس قام إليه زهير بن القين وقال: احدّثك بحديث وعيته، قال: بلى، فقال: لما أراد أبوك أن يتزوّج طلب من أخيه عقيل وكان عارفاً بأنساب العرب أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب ليتزوجها فتلد غلاماً شجاعاً ينصر الحسين بكربلاء وقد ادخرك أبوك لمثل هذا اليوم فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية أخواتك.
فقال العباس: أتشجّعني يا زهير في مثل هذا اليوم! والله لأُرينّك شيئاً ما رأيته([61]). فجدّل أبطالا ونكّس رايات في حالة لم يكن من همّه القتال ولا مجالدة الأبطال بل همّه إيصال الماء الى عيال أخيه:
يمثّل الكرّار في كرّاته***بل في المعاني الغرِّ من صفاته
ليس يد الله سوى أبيه***وقدرة الله تجلَّت فيه
فهو يد الله وهذا ساعده***تغنيك عن إثباته مشاهده
صولته عند النزال صولته***لولا الغلوُّ قلت جلّت قدرته([62])
بنو اسـد:
واستأذن حبيب بن مظاهر من الحسين أن يأتي بني أسد وكانوا نزولا بالقرب منهم فأذن له، ولما أتاهم وانتسب لهم عرفوه فطلب منهم نصرة ابن بنت رسول الله فان معه شرف الدنيا والآخرة، فأجابه تسعون رجلا، وخرج من الحي رجل اخبر ابن سعد بما صاروا إليه، فضم الازرق أربعمائة رجل وعارضوا النفر في الطريق واقتتلوا فقتل جماعة من بني اسد وفرّ من سلم منهم الى الحي فارتحلوا جميعاً في جوف الليل خوفاً من ابن سعد أن يبغتهم ورجع حبيب الى الحسين وأخبره. فقال: لا حول ولا قوّة إلا بالله العظيم([63]).
اليوم التاسـع:
ونهض ابن سعد عشية الخميس لتسع خلون من المحرّم ونادى في عسكره بالزحف نحو الحسين، وكان عليه السلام جالساً أمام بيته محتبياً بسيفه وخفق برأسه فرأى رسول الله يقول: انك صائر الينا عن قريب وسمعت زينب أصوات الرجال وقالت لأخيها: قد اقترب العدوّ منا.
فقال لأخيه العباس: اركب «بنفسي أنت»([64]) حتى تلقاهم واسألهم عما جاءهم وما الذي يريدون، فركب العباس في عشرين فارساً فيهم زهير وحبيب وسألهم عن ذلك قالوا: جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو ننازلكم الحرب.
فانصرف العباس عليه السلام يخبر الحسين بذلك ووقف أصحابه يعظون القوم، فقال لهم حبيب بن مظاهر: أما والله لبئس القوم عند الله غداً قوم يقدمون عليه وقد قتلوا ذرية نبيّه وعترته وأهل بيته وعبَّاد أهل هذا المصر المتهجدين بالاسحار الذاكرين الله كثيراً، فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكي نفسك ما استطعت.
فقال زهير: يا عزرة، إن الله قد زكّاها وهداها فاتق الله يا عزرة فاني لك من الناصحين، أُنشدك الله يا عزرة أن لا تكون ممّن يعين أهل الضلالة على قتل النفوس الزكيّة.
ثم قال عزرة: يا زهير ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت إنما كنت على غير رأيهم، قال زهير: أفلست تستدل بموقفي هذا أني منهم أما والله ما كتبت اليه كتاباً قط ولا ارسلت اليه رسولا ولا وعدته نصرتي ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلمّا رأيته ذكرت به رسول الله ومكانه منه وعرفت ما يقدم عليه عدوّه فرأيت أن أنصره وأن أكون من حزبه واجعل نفسي دون نفسه لما ضيعتم من حقّ رسوله.
وأعلم العبّاس أخاه أبا عبدالله بما عليه القوم فقال عليه السلام: ارجع اليهم واستمهلهم هذه العشيّة الى غد لعلنا نصلي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أني أُحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار.
فرجع العباس واستمهلهم العشيّة فتوقّف ابن سعد وسأل من الناس فقال عمرو بن الحجاج: سبحان الله لو كانوا من الديلم وسألوك هذا لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليه، وقال قيس بن الأشعث: أجبهم الى ما سألوك فلعمري ليستقبلك بالقتال غدوة فقال ابن سعد: والله لو أعلم انه يفعل ما اخرتهم العشية، ثم بعث الى الحسين (عليه السلام): إنّا أجّلناك الى غد فان استسلمتم سرحنا بكم الى الأمير ابن زياد وإن أبيتم فلسنا تاركيكم([65]).
ضلَّت امية ماتر***يد غداة مقترع النصول
رامت تسوق المصعب***الهدار مستاق الذليل
ويروح طوع يمينها***قود الجنيب ابو الشبول
رامت لعمرو ابن النبي***الطهر ممتنع الحصول
وتيممت قصد المحال***فما رعت غير المحول
ورنت على السغب السرا***ب بأعين في المجد حول
وغوى بها جهل بها***والبغي من خلق الجهول([66])
الضمائر الحرّة:
وجمع الحسين أصحابه قرب المساء قبل مقتله بليلة([67]) فقال: أُثني على الله أحسن الثناء واحمده على السرَّاء والضرَّاء، اللهم اني أحمدك على أن اكرمتنا بالنبوّة وعلّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة ولم تجعلنا من المشركين، أما بعد فإنّي لا أعلم أصحاباً أولى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعاً([68]).
وقد أخبرني جدّي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنّي سأساق الى العراق فأنزل ارضاً يقال لها عمورا وكربلا وفيها استشهد وقد قرب الموعد([69]).
ألا واني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً واني قد اذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حلّ ليس عليكم مني ذمام ، وهذا الليل قد غشيكم فاتّخذوه جملا، وليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، فجزاكم الله جميعاً خيراً. وتفرقوا في سوادكم ومدائنكم فانّ القوم انما يطلبونني ولو أصابوني لذهلوا عن طلب غيري.
فقال له اخوته وابناؤه وبنو أخيه وأبناء عبدالله بن جعفر: لِمَ نفعل ذلك؟ لنبقى بعدك، لا أرانا الله ذلك أبداً، بدأهم بهذا القول العباس بن علي وتابعه الهاشميّون.
والتفت الحسين إلى بني عقيل وقال: حسبكم من القتل بمسلم اذهبوا قد أذنت لكم.
فقالوا: إذاً ما يقول الناس وما نقول لهم؟ انا تركنا شيخنا وسيّدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن برمح ولم نضرب بسيف ولا ندري ما صنعوا لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلينا نقاتل معك حتى نرد موردك فقبّح الله العيش بعدك([70]).
نفوس أبنت إلا ترات أبيهم***فهم بين موتور لذاك وواتر
لقد الفت أرواحهم حومة الوغى***كما انست اقدامهم بالمنابر([71])
وقال مسلم بن عوسجة: أنحن نخلّي عنك وبماذا نعتذر الى الله في أداء حقّك، أما والله لا أُفارقك حتى أطعن في صدورهم برمحي وأضرب بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة حتى أموت معك.
وقال سعيد بن عبدالله الحنفي: والله لا نخليك حتى يعلم الله انا قد حفظنا غيبة رسوله فيك، اما والله لو علمت اني اقتل ثم أحيا ثم احرق حياً ثم اذرّى، يفعل بي ذلك سبعين مرّة لما فارقتك حتى القى حمامي دونك، وكيف لا أفعل ذلك وانما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابداً؟!
وقال زهير بن القين: والله وددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى اقتل كذا الف مرّة، وان الله عزَّوجلَّ يدفع بذلك القتل عن نفسك وعن انفس هؤلاء الفتيان من أهل بيتك.
وتكلّم باقي الأصحاب بما يشبه بعضه بعضاً فجزَّاهم الحسين خيراً([72]).
وفي هذا الحال قيل لمحمد بن بشير الحضرمي: قد اسر ابنك بثغر الري فقال: ما احب ان يؤسر وانا ابقى بعده حياً، فقال له الحسين (عليه السلام): انت في حلّ من بيعتي فاعمل في فكاك ولدك، قال: لا والله لا أفعل ذلك اكلتني السباع حياً ان فارقتك! فقال (عليه السلام): إذاً اعط ابنك هذه الاثواب الخمسة ليعمل في فكاك اخيه وكان قيمتها الف دينار([73]).
وتنادبت للذبِّ عنه عصبة***ورثوا المعالي اشيباً وشبابا
من ينتدبهم للكريهة ينتدب***منهم ضراغمة الاسود غضابا
خفُّوا لداعي الحرب حين دعاهُم***ورسوا بعرصة كربلاء هضابا
أُسْدٌ قد اتخذوا الصوارم حيلة***وتسربلوا حَلق الدروع ثيابا
اتخذت عيونهم القساطل كحلها***واكفُّهم فيض النجيع خضابا
يتمايلون كأنّما غنى لهم***وقع الظبى وسقاهم اكوابا
برقت سيوفهم فأمطرت الطّلى***بدمائها والنقع ثار سحابا
وكأنَّهم مستقبلون كواعباً***مستقبلون أسنَّة وكعابا
وجدوا الردى من دون آل محمّد***عذْباً وبعدهمُ الحياة عذابا([74])
ولما عرف الحسين منهم صدق النبيّة والإخلاص في المفاداة دونه أوقفهم على غامض القضاء فقال: اني غداً اقتل وكلّكم تقتلون معي ولا يبقى منكم أحد([75]) حتى القاسم وعبدالله الرضيع إلاّ ولدي عليّاً زين العابدين لأنّ الله لم يقطع نسلي منه وهو أبو أئمّة ثمانية([76]).
فقالوا بأجمعهم: الحمد لله الذي أكرمنا بنصرك وشرفنا بالقتل معك، أوَلا نرضى أن نكون معك في درجتك يا ابن رسول الله؟ فدعا لهم بالخير([77]) وكشف عن أبصارهم فرأوا ما حباهم الله من نعيم الجنان وعرّفهم منازلهم فيها([78])، وليس ذلك في القدرة الالهية بعزيز ولا في تصرفات الإمام بغريب، فان سَحرة فرعون لما آمنوا بموسى عليه السلام وأراد فرعون قتلهم أراهم النبي موسى منازلهم في الجنّة([79]).
وفي حديث أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال لأصحابه: إبشروا بالجنّة فوالله إنا نمكث ما شاء الله بعدما يجري علينا ثم يخرجنا الله وإيّاكم حتى يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين وأنا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والاغلال وأنواع العذاب! فقيل له: من قائمكم يا ابن رسول الله؟ قال: السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر وهو الحجّة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابني وهو الذي يغيب مدّة طويلة ثم يظهر ويملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجوراً([80]).
ليلة عاشوراء:
كانت ليلة عاشوراء أشدّ ليلة مرّت على أهل بيت الرسالة حُفَّت بالمكاره والمحن وأعقبت الشرّ وآذنت بالخطر وقد قطعت عنهم القلوب القاسية من بني اميّة واتباعهم كل الوسائل الحيويّة وهناك ولولة النساء وصراخ الأطفال من العطش المبرح والهم المدلهم.
إذاً فما حال رجال المجد من الأصحاب وسروات الشرف من بني هاشم بين هذه الكوارث فهل ابقت لهم مهجة ينهضون بها أو انفساً تعالج الحياة والحرب في غد.
نعم كانت ضراغمة آل عبدالمطّلب والصفوة من الأصحاب عندئذ في أبهج حالة واثبت جأش فرحين بما يلاقونه من نعيم وحبور وكلّما اشتدّ المأزق الحرج أعقب فيهم انشراحاً بين ابتسامة ومداعبة الى فرح ونشاط.
ومذ أخذت في نينوى منهم النوى***ولاح بها للغدر بعض العلائم
غدا ضاحكاً هذا وذا متبسّماً***سروراً وما ثغر المنون بباسم
هازل برير عبدالرحمن الأنصاري فقال له عبدالرحمن: ما هذه ساعة باطل؟ فقال برير: لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلا ولا شاباً ولكني مستبشر بما نحن لاقون، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم ولوددت أنهم مالوا علينا الساعة([81]).
وخرج حبيب بن مظاهر يضحك فقال له يزيد بن الحصين الهمداني: ما هذه ساعة ضحك؟ قال حبيب: وأي موضع أحقّ بالسرور من هذا؟ ما هو إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور([82]).
تجري الطلاقة في بهاء وجوههم***ان قطبت فرقاً وجوه كماتها
وتطلعت بدجى القتام أهلة***لكن ظهور الخيل من هالاتها
فتدافعت مشي النزيف الى الردى***حتى كأنّ الموت من نشواتها
وتعانقت هي والسيوف وبعد ذا***ملكت عناق الحور في جنّاتها([83])
فكأنّهم نشطوا من عقال بين مباشرة للعبادة وتأهّب للقتال، لهم دويّ كدويّ النحل، بين قائم وقاعد وراكع وساجد، قال الضحّاك بن عبدالله المشرقي مرّت علينا خيل ابن سعد فسمع رجل منهم الحسين عليه السلام يقرأ: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لاَِنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِيْنٌ * مَّا كَانَ الله لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيْزَ الْخَبِيْثَ مِنَ الطَّيِّبِ).
فقال الرجل نحن وربّ الكعبة الطيّبون ميزنا منكم.
قال له برير: يا فاسق أنت يجعلك الله في الطيّبين هلم الينا وتب من ذنوبك العظام فوالله لنحن الطيّبون وأنتم الخبيثون.
فقال الرجل مستهزءاً: وانا على ذلك من الشاهدين([84]).
ويقال انه في هذه الليلة انضاف الى أصحاب الحسين من عسكر ابن سعد اثنان وثلاثون رجلا([85]) حين رأوهم متبتلين متهجّدين عليهم سيماء الطاعة والخضوع لله تعالى.
مقاتل الطالبيّين([86]) عن أبي مخنف، عن الحرث بن كعب، عن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) قال: اني لجالس مع أبي الحسين في تلك الليلة التي قتل في صبيحتها وأنا عليل، وهو يصلح سيفه - وفي رواية يعالج سهاماً له - وبين يديه جون مولى أبي ذر الغفاري، إذ ارتجز «الحسين» وقال:
يا دهر افٍّ لك من خليل***كم لك بالإشراق والأصيل
من صاحب وطالب قتيل***والدهر لا يقنع بالبديل
وإنّما الأمر الى الجليل***وكلّ حيٍّ سالك سبيل
فأعادها مرّتين أو ثلاثاً ففهمتها وعرفت ما أراد وخنقتني العبرة ولزمت السكوت وعلمت أن البلاء قد نزل.
وأما عمّتي زينب لما سمعت ذلك وثبت تجرُّ ذيلها حتى انتهت إليه وقالت وا ثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة! اليوم مات جدي رسول الله، اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن([87]) يا خليفة الماضي وثمال الباقين، فعزاها الحسين وصبَّرها وفيما قال يا أختاه تعزي بعزاء الله واعلمي ان أهل الأرض يموتون وأهل السماء لا يبقون وكلّ شيء هالك إلاّ وجهه، ولي ولكل مسلم برسول الله اسوة حسنة.
فقالت عليها السلام: أفتغصب نفسك اغتصاباً فذاك أقرح لقلبي وأشدّ على نفسي([88]).
وبكت النسوة معها ولطمن الخدود وصاحت ام كلثوم وا محمّداه وا عليّاه وا أُمّاه وا حسيناه وا ضيعتنا بعدك؟!
ثم انّه عليه السلام أمر أصحابه أن يقاربوا البيوت بعضها من بعض ليستقبلوا القوم من وجه واحد، وأمر بحفر خندق من وراء البيوت يوضع فيه الحطب ويلقى عليه النار إذا قاتلهم العدو كيلا تقتحمه الخيل، فيكون القتال من وجه واحد([89]).
وخرج عليه السلام في جوف الليل الى خارج الخيام يتفقّد التلاع والعقبات فتبعه نافع بن هلال الجملي، فسأله الحسين عما أخرجه قال: يا ابن رسول الله افزعني خروجك الى جهة معسكر هذا الطاغي، فقال الحسين: إني خرجت أتفقد التلاع والروابي مخافة أن تكون مكمناً لهجوم الخيل يوم تحملون ويحملون ثم رجع عليه السلام وهو قابض على يد نافع ويقول: هي هي والله وعد لا خلف فيه.
ثم قال له: ألا تسلك بين هذين الجبلين في جوف الليل وتنجو بنفسك؟
فوقع نافع على قدميه يقبّلهما ويقول: ثكلتني أُمّي، إنّ سيفي بألف وفرسي مثله، فوالله الذي منَّ بك عَليَّ لا فارقتك حتى يكلاّ عن فرّي وجرّي.
ثم دخل الحسين خيمة زينب ووقف نافع بإزاء الخيمة ينتظره فسمع زينب تقول له: هل استعلمت من أصحابك نيّاتهم فإنّي أخشى أن يسلموك عند الوثبة.
فقال لها: والله لقد بلوتهم فما وجدت فيهم إلا الأشوس الأقعس يستأنسون بالمنيّة دوني استئناس الطفل الى محالب أُمّه.
قال نافع: فلمّا سمعت هذا منه بكيت وأتيت حبيب بن مظاهر وحكيت ما سمعت منه ومن اخته زينب.
قال حبيب: والله لولا انتظار أمره لعاجلتهم بسيفي هذه الليلة، قلت: إني خلفته عند اخته وأظن النساء أفقن وشاركنها في الحسرة فهل لك أن تجمع أصحابك وتواجهوهن بكلام يطيب قلوبهن، فقام حبيب ونادى: يا أصحاب الحميّة وليوث الكريهة، فتطالعوا من مضاربهم كالاسود الضارية، فقال لبني هاشم: ارجعوا إلى مقرّكم لا سهرت عيونكم.
ثم التفت الى أصحابه وحكى لهم ما شاهده وسمعه نافع، فقالوا بأجمعهم: والله الذي منَّ علينا بهذا الموقف لولا انتظار أمره لعاجلناهم بسيوفنا الساعة! فطبْ نفساً وقرَّ عيناً، فجزّاهم خيراً.
وقال هلمّوا معي لنواجه النسوة ونطيب خاطرهن، فجاء حبيب ومعه أصحابه وصاح: يا معشر حرائر رسول الله هذه صوارم فتيانكم آلوا ألاّ يغمدوها إلاّ في رقاب من يريد السوء فيكم وهذه أسنّة غلمانكم أقسموا ألا يركزوها إلا في صدور من يفرّق ناديكم.
فخرجن النساء اليهم ببكاء وعويل وقلن: أيّها الطيّبون حاموا عن بنات رسول الله وحرائر أمير المؤمنين.
فضجّ القوم بالبكاء حتى كأنّ الأرض تميد بهم([90]).
وفي السحر من هذه الليلة خفق الحسين خفقة ثم استيقظ واخبر أصحابه بأنه رأى في منامه كلاباً شدّت عليه تنهشه واشدها عليه كلب أبقع وانّ الذي يتولى قتله من هؤلاء رجل أبرص.
وانه رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد ذلك ومعه جماعة من أصحابه وهو يقول له: أنت شهيد هذه الأُمّة وقد استبشر بك أهل السموات وأهل الصفيح الأعلى وليكن افطارك عندي الليلة عجّل ولا تؤخّر فهذا ملك قد نزل من السماء ليأخذ دمك في قارورة خضراء([91]).
وانصاع حامية الشريعة ظامئاً***ما بلَّ غلَّته بعذب فراتها
أضحى وقد جعلته آل أُميَّة***شبح السهام رميَّة لرماتها
حتى قضى عطشاًبمعترك الوغى***والسمر تصدر منه في نهلاتها دخل عبدالله بن سنان على أبي عبدالله الصادق (عليه السلام)في يوم عاشوراء فرآه كاشف اللون، ظاهر الحزن، ودموعه تنحدر على خدّيه كاللؤلؤ فقال له: ممّ بكاؤك يا سيّدي يا ابن رسول الله؟ قال عليه السلام: أو في غفلة أنت أما علمت ان الحسين اُصيب في هذا اليوم؟ ثم أمره أن يكون كهيئة أرباب المصائب.
ثم قال عليه السلام: «لو كان رسول الله حيّاً لكان هو المعزى به»([92]).
وأما الإمام الكاظم فلم يُرَ ضاحكاً أيّام العشرة وكانت الكآبة غالبة عليه ويوم العاشر يوم حزنه ومصيبته.
ويقول الرضا عليه السلام: فعلى مثل الحسين فليبك الباكون انّ يوم الحسين أقرح جفوننا وأذلّ عزيزنا بأرض كرب وبلاء.
وفي زيارة الناحية يقول حجّة آل محمد عجّل الله فرجه:
«فلأندبنّك صباحاً ومساءاً، ولأبكيّن عليك بدل الدموع دماً، حسرة عليك وتلهفاً على ما دهاك».
وبعد هذا فهلا يجب علينا أن نخرق ثوب الأُنس ونتجلبب بجلباب الحزن والبكاء ونعرف كيف يجب أن نعظّم شعائر الله بإقامة المأتم للشهيد العطشان في العاشر من المحرّم!!؟
اليوم دين الهدى خرّت دعائمه***وملّة الحق جدّت في تداعيها
اليوم ضلّ طريق العرف طالبه***وسدّ باب الرجا في وجه راجيها
اليوم عادت بنو الآمال متربة***اليوم بان العفا في وجه عافيها
اليوم شق عليه المجد حلته***اليوم جزَّت له العليا نواصيها
اليوم عَقد المعالي فض جوهره***اليوم اصبحت عطلا معاليها
اليوم أظلم نادي العز من مضر***اليوم صرف الردى أرسى بواديها
ومن خطبة الامام ليلة العاشر:
«أثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السرّاء والضرّاء، اللَّهم إني أحمدك على أن كرَّمتنا بالنبوَّة وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة وعلَّمتنا القرآن وفقّهتنا في الدين فاجعلنا لك من الشاكرين.
أما بعد فإنّي لا أعلم أصحاباً أوفى ولا أخير من أصحابي ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً عنّي خيراً، ألا وإنّي لأظن يومنا من هؤلاء الأعداء غداً، وإنّي قد أذنت لكم جميعاً فانطلقوا في حلّ ليس عليكم مني ذمام، هذا اللّيل قد غشيكم فاتّخذوه جملا وليأخذ كلّ رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي فجزاكم الله جميعاً خيراً، ثمَّ تفرّقوا في البلاد في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله فإنّ القوم يطلبوني ولو أصابوني للهوا عن طلب غيري»([93]).
الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء
قال ابن قولويه والمسعودي([94]): لما أصبح الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء وصلّى بأصحابه صلاة الصبح قام خطيباً فيهم، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن الله تعالى أذن في قتلكم وقتلي في هذا اليوم فعليكم بالصبر والقتال.
ثم صفّهم للحرب وكانوا اثنين وثمانين فارساً وراجلا فجعل زهير بن القين في الميمنة وحبيب بن مظاهر في الميسرة وثبت هو عليه السلام وأهل بيته في القلب([95])، وأعطى رايته أخاه العباس([96]) لأنه وجد قمر الهاشميّين أكفأ ممّن معه لحملها وأحفظهم لذمامه وأرأفهم به وادعاهم الى مبدئه وأوصلهم لرحمه وأحماهم لجواره وأثبتهم للطعان واربطهم جأشا واشدّهم مراساً([97]).
وأقبل عمر بن سعد نحو الحسين (عليه السلام) في ثلاثين الفاً وكان رؤساء الارباع بالكوفة يومئذ: عبدالله بن زهير بن سليم الأزدي على ربع أهل المدينة، وعبدالرحمن بن أبي سبرة الحنفي على ربع مذحج واسد، وقيس بن الأشعث على ربع ربيعة وكندة، والحر بن يزيد الرياحي على ربع تميم وهمدان([98]) وكلّهم اشتركوا في حرب الحسين إلا الحر الرياحي.
وجعل ابن سعد على الميمنة عمرو بن الحجاج الزبيدي وعلى الميسرة شمر ابن ذي الجوشن العامري وعلى الخيل عزرة بن قيس الأحمسي وعلى الرجالة شبث ابن ربعي والراية مع مولاه ذويد([99]).
وأقبلوا يجولون حول البيوت فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى صوته: يا حسين تعجّلت بالنار قبل يوم القيامة، فقال الحسين: من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن! قيل: نعم، فقال عليه السلام: يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها مني صليا، ورام مسلم بن عوسجة أن يرميه بسهم فمنعه الحسين وقال أكره أن أبدأهم بقتال([100]).
دعاء الحسين عليه السلام:
ولما نظر الحسين (عليه السلام) الى جمعهم كأنه السيل، رفع يديه بالدعاء وقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب ورجائي في كل شدّة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدّة، كم من همِّ يضعف فيه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل فيه الصديق ويشمت فيه العدو، أنزلته بك وشكوته اليك، رغبة مني اليك عمن سواك فكشفته وفرجته فأنت ولي كل نعمة ومنتهى كل رغبة([101]).
الخطبة الأُولى:
ثم دعا براحلته فركبها ونادى بصوت عال يسمعه جلّهم:
أيّها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما هو حق لكم عليَّ، وحتى اعتذر اليكم من مقدمي عليكم فان قبلتم عذري وصدقتم قولي وأعطيتموني النصف من أنفسكم كنتم بذلك أسعد ولم يكن لكم عليَّ سبيل وإن لم تقبلوا مني العذر ولم تعطوا النصف من أنفسكم فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم اقضوا إليَّ ولا تنظرون (إنَّ وَلييَّ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتـبَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ)([102]).
فلما سمعن النساء هذا منه صحن وبكين وارتفعت أصواتهن فأرسل اليهن أخاه العباس وابنه علياً الأكبر وقال لهما: سكتاهن فلعمري ليكثر بكاؤهن.
ولما سكتن حمد الله واثنى عليه وصلى على محمد وعلى الملائكة والأنبياء وقال في ذلك ما لا يحصى ذكره ولم يسمع متكلّم قبله ولا بعده أبلغ منه في منطقه([103]).
ثم قال: عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر فان الدنيا لو بقيت على أحد أو بقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء وأولى بالرضا وأرضى بالقضاء، غير أن الله خلق الدنيا للفناء فجديدها بال ونعيمها مضمحل وسرورها مكفهر والمنزل تلعة والدار قلعة([104])(فَتَزَوَّدُوا فَإنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُواْ الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
أيّها الناس ان الله تعالى خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال، فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فانّها تقطع رجاء من ركن اليها وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم وأعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمته فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، ثم انّكم زحفتم الى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذعليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبّاً لكم ولما تريدون إنّا لله وإنّا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد إيمانهم فبعداً للقوم الظالمين([105]).
أيّها الناس انسبوني من أنا ثم ارجعوا الى أنفسكم وعاتبوها وانظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي ألست ابن بنت نبيّكم وابن وصيّه وابن عمّه وأول المؤمنين بالله والمصدّق لرسوله بما جاء من عند ربّه؟ أوَ ليس حمزة سيّد الشهداء عمّ أبي؟ أوَ ليس جعفر الطيّار عمّي؟ أوَ لم يبلغكم قول رسول الله لي ولأخي: هذان سيّدا شباب أهل الجنّة؟ فانّ صدّقتموني بما أقول وهو الحقّ والله ما تعمّدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ويضرّ به من اختلقه، وانّ كذّبتموني فانّ فيكم من ان سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله لي ولأخي، ويحكم أما تتّقون الله؟ أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!
فقال الشمر: هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما يقول!
فقال له حبيب بن مظاهر: والله إنّي أراك تعبد الله على سبعين حرفاً وأنا أشهد انّك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك!
ثم قال الحسين (عليه السلام): فان كنتم في شكّ من هذا القول أفتشكّون أنّي ابن بنت نبيّكم، فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم اتطلبوني بقتيل منكم قتلته! أو مال لكم استهلكته! أو بقصاص جراحة، فأخذوا لا يكلمونه.
فنادى: يا شبث بن ربعي ويا حجّار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا زيد بن الحارث ألم تكتبوا الي أن أقدم قد أينعت الثمار واخضرّ الجناب وإنّما تقدم على جند لك مجنّدة؟
فقالوا: لم نفعل.
قال: سبحان الله بلى والله لقد فعلتم، ثم قال: أيّها الناس إذا كرهتموني فدعوني أنصرف عنكم الى مأمن من الأرض.
فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمّك؟ فانّهم لم يروك إلاّ ما تحب ولن يصل اليك منهم مكروه.
فقال الحسين (عليه السلام): أنت أخو أخيك؟ أتريد أن يطلبك بنو هاشم أكثر من دم مسلم بن عقيل؟ لا والله لا أعطيهم بيدي اعطاء الذليل ولا أقرّ إقرار العبيد، عباد الله اني عذت بربّي وربّكم أن ترجمون، أعوذ بربّي وربكم من كلّ متكبّر لا يؤمن بيوم الحساب.
ثم أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها([106]).
ولنعم ما قال الشاعر:
وقام لسان الله يخطب واعظاً***فصمَّوا لما عن قدس أنواره عموا
وقال: انسبوني من أنا اليوم وانظروا***حلال لكم منّي دمي أم محرّم
فما وجدوا إلا السِّهام بنحره***تراش جواباً والعوالي تقوَّم
ومذ أيقن السِّبط انمحى دين جَدِّه***ولم يبق بين الناس في الأرض مسلم
فدى نفسه في نصرة الدين خائضاً***عن المسلمين الغامرات لسلموا
الى ان قال:
فلهفي على ريحانة الطهر جسمه***لكلّ رجيم بالحجارة يُرجم
ومن خطبة له عليه السلام يوم عاشوراء:
يا قوم الكوفة إنَّ الدُّنيا قد تغيَّرت وتكدَّرت وهذه دار فناء وزوال تتصرّف بأهلها من حال إلى حال، فالمغرور من اغترّ بها وركن إليها وطمع فيها، معاشر الناس أما قرأتم القرآن؟ أما عرفتم شرايع الاسلام؟ وثبتم على ابن نبيّكم تقتلونه ظلماً وعدواناً، معاشر النَّاس هذا ماء الفرات تشرب منه الكلاب والخنازير والمجوس وآل نبيّكم يموتون عطاشى، فقالوا: والله لا تذوق الماء بل تذوق الموت غصّة بعد غصّة وجرعة بعد جرعة. فلمّا سمع منهم ذلك رجع الى أصحابه وقال لهم: إنَّ القوم قد استحوذ عليهم الشيطان، ألا إنَّ حزب الشيطان هم الخاسرون، ثمَّ جعل يقول:
تعدَّيتم يا شرَّ قوم ببغيكم***وخالفتموا قول النبي محمَّد
أما كان خير الخلق أوصاكم بنا***أما كان جدّي خيرة الله أحمد
أما كانت الزهراء أُمّي ووالدي***عليَّ أخو خير الأنام الممجَّد
لعنتم وأخزيتم بما قد فعلتموا***فسوف تلاقون العذاب بمشهد([107])
ومن كلام له عليه السلام بعد صلاته يوم عاشوراء:
حينما انصرف عن صلاته يوم عاشوراء وثب قائماً على قدميه فحمد الله وأثنى عليه وقال:
أمَّا بعد أيُّها النَّاس فإنَّكم إن تتَّقوا الله تعالى وتعرفوا الحقَّ لأهله يكن رضاء الله عنكم، وإنَّا أهل بيت نبيّكم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم أولى بولاية هذه الامور عليكم، من هؤلاء المدَّعين ما ليس لهم والسائرين فيكم بالظلم والجور والعدوان، وإن كرهتمونا وجهلتم حقَّنا وكان رأيكم على خلاف ما جاءت به كتبكم انصرفت عنكم([108]).
كرامـة الإمام (عليه السلام):
وأقبل القوم يزحفون نحوه وكان فيهم عبدالله بن حوزة التميمي([109]) فصاح: أفيكم حسين؟ وفي الثالثة قال أصحاب الحسين (عليه السلام). هذا الحسين فما تريد منه؟ قال: يا حسين ابشر بالنار، قال الحسين: كذبت بل أقدم على ربّ غفور كريم مطاع شفيع فمن أنت؟ قال: أنا ابن حوزة فرفع الحسين يديه حتّى بان بياض ابطيه وقال: اللهم حزّه الى النار، فغضب ابن حوزة وأقحم الفرس إليه وكان بينهما خندق فسقط عنها وعلقت قدمه بالركاب وجالت به الفرس وانقطعت قدمه وساقه وفخذه وبقي جانبه الآخر معلّقاً بالركاب واخذت الفرس تضرب به كلّ حجر وشجر([110]) وألقته في النار المشتعلة في الخندق فاحترق بها ومات، فخّر الحسين ساجداً شاكراً حامداً على إجابة دعائه، ثم انه رفع صوته يقول: اللهم أنا اهل بيت نبيّك وذريّته وقرابته فاقصم من ظلمنا وغصبنا حقّنا انك سميع قريب، فقال له محمد بن الأشعث: اي قرابة بينك وبين محمّد، فقال الحسين (عليه السلام): اللهم ان محمد بن الأشعث يقول ليس بيني وبين محمّد قرابة اللهم أرني فيه هذا اليوم ذلا عاجلا فاستجاب الله دعاءه فخرج محمد بن الأشعث من العسكر ونزل عن فرسه لحاجته واذا بعقرب أسود يضربه ضربة تركته متلوثاً في ثيابه مما به([111]).
قال مسروق بن وائل الحضرمي: كنت في أول الخيل التي تقدمت لحرب الحسين (عليه السلام) لعلّي ان أصيب رأس الحسين فأحظى به عند ابن زياد، فلمّا رأيت ما صنع بابن حوزة عرفت ان لأهل هذا البيت حرمة ومنزلة عند الله وتركت الناس وقلت: لا اقاتلهم فأكون في النار([112]).
ثم خطب الإمام الحسين (عليه السلام) خطبته الثانية، فأعقبها زهير بن القين بخطبته المعروفة، ومن بعده خطب القوم برير بن خضير.
توبة الحــر:
ولما سمع الحرّ بن يزيد الرياحي كلامه واستغاثته أقبل على عمر بن سعد وقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ قال: اي والله قتالا ايسره أن تسقط فيه الرؤوس وتطيح الأيدي، قال: ما لكم فيما عرضه عليكم من الخصال؟ فقال: لو كان الأمر إليّ لقبلت ولكن أميرك أبى ذلك، فتركه ووقف مع الناس. وكان إلى جنبه قرّة بن قيس فقال لقرّة: هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا، قال: فهل تريد أن تسقيه؟ فظنّ قرّة من ذلك انه يريد الاعتزال ويكره أن يشاهده فتركه فأخذ الحر يدنو من الحسين (عليه السلام) قليلا فقال له المهاجر بن أوس: أتريد أن تحمل؟ فسكت وأخذته الرعدة فارتاب المهاجر من هذا الحال، وقال له: لو قيل لي من أشجع أهل الكوفة لما عدوتك، فما هذا الذي أراه منك؟ فقال الحرّ: إنّي أُخيِّرُ نفسي بين الجنّة والنار، والله لا أختار على الجنّة شيئاً ولو احرقت، ثم ضرب جواده نحو الحسين (عليه السلام) ([113]) منكساً رمحه قالباً ترسه وقد طأطأ برأسه حياءً من آل الرسول بما أتى اليهم وجعجع بهم في هذا المكان على غير ماء ولا كلأ رافعاً صوته:
اللهم اليك أُنيب فتب عليَّ، فقد أرعبت قلوب أوليائك وأولاد نبيّك! يا أبا عبدالله اني تائب فهل لي من توبة.
فقال الحسين (عليه السلام): نعم يتوب الله عليك([114]) فسرّه قوله وتيقّن الحياة الأبدية والنعيم الدائم ووضح له قول الهاتف لما خرج من الكوفة فحدّث الحسين (عليه السلام)بحديث قال فيه: لما خرجت من الكوفة نوديت أبشر يا حر بالجنة، فقلت: ويل للحر يبشر بالجنة وهو يسير الى حرب ابن بنت رسول الله([115]).
فقال له الحسين (عليه السلام): لقد أصبت خيراً وأجراً([116])، وكان معه غلام تركي.
نصيحة الحر لأهل الكوفة:
ثم استأذن الحسين (عليه السلام) في أن يكلّم القوم فأذن له فنادى بأعلى صوته يا أهل الكوفة لامكم الهبل والعبر([117])إذ دعوتموه وأخذتم بكظمه وأحطتم به من كل جانب فمنعتموه التوجه الى بلاد الله العريضة حتى يأمن وأهل بيته واصبح كالأسير في أيديكم لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً وحلأتموه ونساءه وصبيته وصحبه عن ماء الفرات الجاري الذي يشربه اليهود والنصارى والمجوس وتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه! وهاهم قد صرعهم العطش بئسما خلّفتم محمّداً في ذريّته لا سقاكم الله يوم الظمأ، فحملت عليه رجالة ترميه بالنبل، فتقهقر حتى وقف أمام الحسين([118]).
انظر الى هذا الانقلاب المفاجئ من الضلال الى الهدى، مثلما انقلب زهير بن القين الى الهدى بعدما كان عثماني الهوى والعقيدة وكان يرى الإمام عليّاً وأولاده من الظالمين.
الحملة الأُولى:
وتقدّم عمر بن سعد نحو عسكر الحسين ورمى بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير اني أول من رمى، ثم رمى الناس([119]) فلم يبق من أصحاب الحسين (عليه السلام) أحد إلا أصابه من سهامهم([120])، فقال عليه السلام لأصحابه: قوموا رحمكم الله الى الموت الذي لابدّ منه، فإنَّ هذه السهام رسل القوم إليكم، فحمل أصحابه حملة واحدة([121])، واقتتلوا ساعة فما انجلت الغبرة إلا عن خمسين صريعاً([122]).
استغاثة وهداية:
ولما نظر الحسين (عليه السلام) إلى كثرة من قتل من أصحابه قبض على شيبته المقدّسة وقال: اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتد غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتد غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتد غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيّهم، أما والله لا أجيبهم الى شيء مما يريدون حتى ألقى الله وأنا مخضّب بدمي، ثم صاح: أما من مغيث يغيثنا! أما من ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله([123])، فبكت النساء وكثر صراخهنّ.
وسمع الأنصاريان سعد بن الحارث وأخوه أبو الحتوف استنصار الحسين واستغاثته وبكاء عياله وكانا مع ابن سعد فمالا بسيفيهما على أعداء الحسين (عليه السلام)وقاتلا حتى قتلا([124]).
ثبات الميمنة:
وأخذ أصحاب الحسين (عليه السلام) بعد ان قلّ عددهم وبان النقص فيهم يبرز الرجل بعد الرجل فأكثروا القتل في أهل الكوفة، فصاح عمرو بن الحجاج بأصحابه: أتدرون من تقاتلون؟ فرسان المصر وأهل البصائر وقوماً مستميتين لا يبرز اليهم أحد منكم إلا قتلوه على قلّتهم، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم! فقال عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت، أرسل في الناس من يعزم عليهم أن لا يبارزهم رجل منهم ولو خرجتم اليهم وحداناً لأتوا عليكم([125]).
وحمل الشمر حتى طعن فسطاط الحسين بالرمح وقال: عليَّ بالنار لأُحرقه على أهله فتصايحت النساء وخرجن من الفسطاط وناداه الحسين (عليه السلام): يا ابن ذي الجوشن أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي على أهلي أحرقك الله بالنار! وقال له شبث بن ربعي: أمرعباً للنساء صرت؟ ما رايت مقالا اسوأ من مقالك وموقفاً أقبح من موقفك فاستحيى وانصرف.
وحمل على جماعته زهير بن القين في عشرة من أصحابه حتّى كشفوهم عن البيوت([126]).
صلاة الخوف:
وقام الحسين (عليه السلام) الى الصلاة، فقيل إنه صلّى بمن بقي من أصحابه صلاة الخوف وتقدّم أمامه زهير بن القين وسعيد بن عبدالله الحنفي في نصف من أصحابه([127]) ويقال إنه صلّى وأصحابه فرادى بالإيماء([128]).
ومّا أُثخن سعيد بالجراح سقط الى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود وأبلغ نبيّك منّي السلام وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح فاني اردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيّك صلّى الله عليه وآله وسلّم([129])، والتفت الى الحسين (عليه السلام) قائلا: أوفيت يا ابن رسول الله؟ قال: نعم أنت أمامي في الجنة([130])، وقضى نحبه فوجد فيه ثلاثة عشر سهماً غير الضرب والطعن([131]).
ولما فرغ الحسين (عليه السلام) من الصلاة قال لأصحابه: يا كرام هذه الجنة قد فتحت أبوابها واتصلت أنهارها وأينعت ثمارها، وهذا رسول الله والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله يتوّقعون قدومكم ويتباشرون بكم، فحاموا عن دين الله ودين نبيّه وذبوا عن حرم الرسول فقالوا: نفوسنا لنفسك الفداء ودماؤنا لدمك الوقاء فوالله لا يصل اليك والى حرمك سوء وفينا عرق يضرب([132]).
السيد زكريا الهاشمي- عدد المساهمات : 166
نقاط : 404
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/12/2011
مواضيع مماثلة
» ( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج4
» ( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج3
» النبي صلى الله عليه وآله منذ اليوم الأوّل لبداية الدعوة الإسلامية يعلن خلافة الامام علي عليه السلام بالنص الجلي
» نبذة عن الامام الصادق عليه السلام :
» ( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج1
» ( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج3
» النبي صلى الله عليه وآله منذ اليوم الأوّل لبداية الدعوة الإسلامية يعلن خلافة الامام علي عليه السلام بالنص الجلي
» نبذة عن الامام الصادق عليه السلام :
» ( 3 ) الامام الحسين بن علي عليه السلام ج1
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت سبتمبر 08, 2018 7:27 am من طرف حارثة
» إضاءات حول صلح الإمام الحسن عليه السلام
الثلاثاء مايو 29, 2012 11:57 pm من طرف انصار الله
» قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي !
الثلاثاء مايو 29, 2012 9:24 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
» فضل الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام
الثلاثاء مايو 29, 2012 9:18 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
» الأدلة من السنة النبوية على إمامة أهل البيت عليهم السلام
الثلاثاء مايو 29, 2012 9:02 pm من طرف السيد زكريا الهاشمي
» الشجرة التى قابل عندها سيدنا إبراهيم(عليه السلام) الملائكة ..
الإثنين مايو 28, 2012 7:44 pm من طرف علي سفيان الشاعري
» صورة المكان الذي دفن بـه كف العباس عليه السلامـ في كربلاء المقدسة
الإثنين مايو 28, 2012 7:38 pm من طرف علي سفيان الشاعري
» زياره السيد حسن نصر لله للامام الرضاعليه السلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في زياره حديثه للأمام الرضا سلام الله عليه
الإثنين مايو 28, 2012 7:32 pm من طرف علي سفيان الشاعري
» أسألكم الدعاء
الإثنين مايو 28, 2012 7:24 pm من طرف علي سفيان الشاعري