من والد السيد عباس إلى سيد المقاومة: عذراً إن تخلفت قسراً عن الحضور

عذراً أيها الجالسون في الصف الأمامي لأنني اليوم لن أكون بينكم .. ولن اتكئ على عصاي في محضركم .. وعذراً منك يا مجمع سيد الشهداء .. فالكرسي المخصصة لي كما العادة خلت ولم يعد لي عندك مكان.. وأعذرني أبا هادي إن تخلفت اليوم عن الحضور للمرة الأولى منذ رحيل الحبيب .. فلن تراني بين الجمهور وهو أمر ليس من عادتي ..
والعذر منك أيضاً إن زدت على خطابك بضع سطور الرثاء لمن أحبك وغاب.. وربما ستحمّلني سلاماً للسيد عباس.. وللشيخ راغب والقائد عماد.. فها أنا قد أسرجت جواد المنية .. وامتطيت ركب الراحلين الى الاحبة.. وهاك حبيبي السيد عباس ينتظرني فالشوق بيننا طال ..
اراه يومئ بيده من بعيد الي فقد عادت الذكرى .. وفي كل موعد أراك وأتحسر ..
اليوم لن يبحث المصور عن مكان جلوس والد السيد عباس بين الحضور، ولن ينقل لنا صورته الطيبة .. ولن نرمق نظرة عينيه عندما يطل سيد المقاومة .. ولن يقف ويرفع قبضته منادياً يا الله يا الله .. ولن يهز رأسه مؤيداً لكلام الامين العام ..
اليوم أظنني سأرى كرسياً خالياً وورقة كتب عليها هنا كان يجلس والد السيد عباس .. نعم ها هو القدر أجاد لعبة الحساب .. والموعد بقي السادس عشر من شباط.. والذكرى اقترنت بالذكرى .. واستحق القدر علامة عشرة على عشرة بعدما تمكن بقدرة الخالق توحيد الزمن بين الأحبة ..