بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
يوليو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 |
الأصل في آل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرموا ولا يهانوا ، وأن يرفعوا ولا يوضعوا،
الجمعة مايو 18, 2012 2:50 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
تعاليق: 0
مناظرة ابن رسول الله الضبياني فيصل عفيف والوهابي العمده من السعوديه
الجمعة مايو 18, 2012 2:46 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
اخى الفاضل انا هنا سوف اتكلم كلام عام لانى انا و بصراحة لا اهتم من بعيد او قريب بموضوع الانساب لانه بصراحة ربنا لم و لن يشغل بالى فى يوم من الايام.بهذ الموضوع......الرسول الاعظم صلى الله عليه و سلم اخى بين المهاجرين و …
[ قراءة كاملة ]
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
معاذ فضل عبد الرحيم
الجمعة أبريل 20, 2012 7:46 pm من طرف السيد زكريا الهاشمي
عاجل مقتل الشاب معاذ
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 4
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
السبت أبريل 21, 2012 11:16 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
تعاليق: 0
من أدب آل البيت عليهم السلام ج3
صفحة 1 من اصل 1
من أدب آل البيت عليهم السلام ج3
رحم الله ضياء الدين الخاقاني .
ان
ضياء الدين الخاقاني واقولها بألم،على المستوى النقدي قد ناله شيء من
التجاهل والإهمال،حيث بعض الباحثين كانوا منساقين إلى التعبير عن الظواهر
اكثر مما هي حقائق وسيرة. حيث يلحظ المتأمل لهذاالأديب العلامة ضياء الدين الخاقاني أنه يتجه نحو عناصر ثلاثة أساسية هي المكان والزمان والإنسان، وهي خصوصياتثلاثة مهمة، أنتجت مجموعة من الدوائر التي كانت الذات الشاعرة تتجه أحيانًا إلىجزء منها، وأحيانًا أخرى إلى مجموعة من الدوائر المتداخلة.وتعد الدوائر هنا قيمة مضمونية وفنية استطاع الخاقاني فيكثير من تجلياته أن يتحرك معها متفاعلا لا متقاطعا، حيث يبدو الخطاب الشعريامتزاجًا واعيًا لهذه الدوائر التي نظمها في صورة باذخة، تفيد من كل هذه الكثافةالمضمونية والفنية للوطن والعقيدة، بأبعاده الخاصة التي انفرد بها ويضحي الحديث هنا عنالخصوصية ميزة فنية أسهمت في إمداد الصورة الشعرية بالرمز التاريخي الحضاري الذييتوزع في تفاصيل الصورة الشعرية.
لقد كانتذات الشاعر الظاهرة مركزًا مهمًا وفاعلًا ومنتجًا لحركية متدفقة وثابة تنطلق إلىالوراء بذات السرعة التي تتجه فيها نحو الأمام، وتمزج بين المعطيات المكانية المهمةوالزمانية، لتنتج خطابها الشعري الذي يأتي محملًا بالإيحاءات الفنية التي وإناستندت إلى الذات الشاعرة أساسًا، فإنها تستند أيضًا إلى هذه الذات في صياغة هذهالمتنوعات الغنية بالدلالة المكثفة، نظرًا للخصوصية التي أضحت ملمحًا إيجابيًا أفادمنه الادباء فضلا عن العلماء عبر هضم هذه الدلالات وتمليها في ذواتهم الإبداعية، ومن ثم تشكيلها فيقصيدة الدين او الوطن، على نحو أضحى معه الخاقاني أمام مهمة تاريخية نوعية استطاع فيكثير من الأحيان أن يترجم هذه الكثافة المضمونية، والغزارة الحضارية، والمنجز الآنيفي
صورة تعكس قدرته على استيعاب كل ذلك، ورصده وترجمته فنيًا في صورة ادبية
مثله مقل انجازه البحثي العلمي الاخر والي هو ايضا مهما بنظري، تواكببين الذات الشاعرة المنتجة لخطابها من خلال إحساسها العميق به، والذات الشاعرة التيتقف أمام عالمها الخارجي بمعطياته المتنوعة لتفيد منه.
لقد كان ضياء الدين الخاقاني ذاتًا مركزية واعية لمجموعة منالمحاور التي شكلها هذا الخطاب.إن حركية الذات العقائدية للعلامة الخاقانيكانت موزعة إلى كل هذه الاتجاهات، فهو يتناولها ضمن وعيه الفكري، وغناه الثقافي،وقدرته على تملي هذه الإضاءات المتنوعة. ولم يك ذلك ليعني أن ضياء الدين الخاقاني ملزم أمام كلهذه التنوعات الغنية لموضوعه بالحديث والرصد، بيد أن ذلك يعني أن المتلقي يعي فيكثير من الأحيان هذه التجليات لوطنه ولعقيدته، ولذا كان هو من ي حاول المزج بين كثيرمن هذه التجليات، في الوقت الي نراه ابداعا يركز على دائرة واحدة، يرآها جديرة بالتأمل، حريةبترجمتها فنيًا من خلال ذاته، وكان الخاقاني هو من حاول أن يوزع هذه التجليات في كثير منقصائده ، لم يشعر يوما بما اتصف به من عقيدة وثقافة بانه في مأزق شعوري وهو يريد أن يتحدث عن قضية ما.
بحضوره الديني الروحي، وبتجلياته التاريخية ورصيده الغنيمن معطيات الحضارة، وآنيته التي سجلت حضورًا حضاريًا لافتًا أمام منجزه التاريخيمشكلًا مضامين غنية لا يمكن تجاهلها بمعنى أن العلامة ضياء الدين الخاقاني كان أمام وطن الإسلاموالعروبة والتاريخ والأمجاد الماضية، بتحقق الوحدة بين المتناحرين، وسجل خطوات حضارية هائلة حين استثمر الطفرةالثقافية
كعائلة او كسيرة ما بين العراق ومصر والعالم العربي وغيره، بوعي نادر في
سبيل نهضة المكان والزمان والإنسان في ظل منظومة مدركة واعية، استطاعتأن توائم بين الثابت والمتحرك، بين سيرها نحو الاستفادة من كل المعطيات الحضاريةالتقنية التي جاءت من الآخر المختلف معها حضاريًا، اي الغرب، دون تفريطها في ثوابتهاوشخصيتها الحضارية التي حملها التاريخ إياها ،ولذا كان الخاقاني أمام تدفق مضمونيكبير ومتسع،ولذا كان دالًا ولافتًا أنيكون الحديث عن منجزه ، أحيانًا يتسم بوصفه بالمحافظة الشديدة، في ذات الوقت الذي يوصفبالتطور الحضاري السريع. ولعل هذا يجعلنانتأمل تجربة العلامة ضياء الدين الخاقاني الشعورية أمام كل هذه المتلاحقات فربما كان ذلك مهمًافي استكناه الأسباب الموضوعية لاتجاهه نحو الدوائر المتنوعة التي حاول أن يمزجهاأحيانًا في نتاجه الشعري وحتى العلمي، ولم اجد بعض مميزاته عند الاخرين .
أن الإنجاز الذي حققه ضياء الدين الخاقاني رحمه الله ، حدثًا يتجاوز في دلالاتهوتجليات بطولته وشاعريته وعلميته وعزمه كثيرًا مما قيل عنه، ذاك أن الإصرار والشجاعة والقوة لم تكنكافية لتحقيق كل هذه الإنجازات المتتالية، بيد أن الخاقاني، كان ذا وعي نادربرسالته التي آمن بها، ومنطلقه الفكري الذي جعله همه وعمله وأمله .لقد كان صاحب رسالة فكرية استلهمت التاريخ،واستثمرت
العواطف الدينية للمجتمع من خلال منجزه ، وواضحة رغبته التي كانت الوحدة
والاعتصام، وإيقاظ الأمة النائمة لمواجهة مستقبل مختلف ولذا لمتكن دعوته تحريرية ثورية سياسية، بقدر ما كانت دعوة للعقول واستنهاضًا للعزائمللاتحاد، وكأنه يرحمه الله ، كان ينظر المستقبل بعيون واعية، تأخذ في حسبانها تلكالإرهاصات العالمية التي كانت مؤشرًا مهمًا للواعين بأن المستقبل سيكون مختلفًاومذهلًا ومتسارعًا، وأن بلاده ستكون أسًا مهمًا من أسس إمداد هذه القفزات الحضاريةالعالمية بما تحتاجه من دعم اتي تربوي، يعد ركيزة من ركائز نهضة الإنسانية، التواقةلرفاهية الإنسان، وراحته بعد سنوات من إبادته وانتهاك حرياته، وقتل تطلعاته.
كانت شاعرية الخاقاني، تستند وتركز على البعد الحضاري الذي يأخذ قوامه وروعتهمن
خلال التركيز على المصدر الإلهي في التوجيه والحكم، والنبع النبوي الشريف
وفكر اهل البيت عليهم السلام بتوازن علمي واضح محبب للطرف الاخر النقيض
بالفكرة والمتوحد بالعقيدة. هذهالرؤية هي التي استمدها الخاقاني لمواجهة مستقبل كان يستقرئ ويتملى نتائجهبوعي وعمق، ولذا كان يحاول أن يهيئ الأدب والثقافة لاستقباله من خلال وسطية موضوعية ترتكز علىمعطى فكري ثابت وقابل لكل جديد ومفيد، في رصد هذهالآمال
والتطلعات، ورسم هذه الموازنة بين الثابت والمتحول، مع اهتام منصب على
رغبته في بعث الضياء الحضاري القديم الجديد، وقد كان همه أن يوطن فكريًاوفنيًا من وجهة نظره لهذا المنجز العقائدي الوطني الأنساني الحضاري، مع فاعليةالتسجيلية والمباركة للإنجازات العقائدية، ورصدًا تراثيًا للحوادثانتصارات او انتكاسات، متسقا فنيًا وفكريًا وروحيًا مع الخطابالعقائدي والوطني من خلال اعتماده على الأصول الحضاريةللأمة،
ومنها الارتقاء بالبلاغة واللغة العربية . فكان الخطاب الشعري للخاقاني
متناغمًا مع هذا التوجه ، لقد كان شعر المواجهة القريبة المحتكة بهذه
الظروف نسيجًا لوعي ديني ووطني لاينفصمان يأخذ في حسبانه مهمته في الدعم
والتأييد، وهو يعيد إلى القصيدة العربيةتوهجها، عبر قدرة واستيعاب للتراث، ومهارة فنية دالة ، لنجد هذا الحس بقوة في كل منجزه. ولقدكانت النفس الإيمانية، والحس الإبداعي السابق لزمنه واضحة هنا، حيث تأتي الأبياتناقلة لعاطفة جمعية صادقة، أمام أحداث مخيفة ومحزنة، بيد أنها تقف واثقة عالمة بأن للهحكمة في كل أمر، ومع تراثية الصورة هنا وتراثية المعجم، فإن كل ذلكيحسب فنيًا لضياء الدين الخاقاني، وهو بمارس المنجز ضمن إطار عصره، وضمن نتاج معاصريه ، غير متناسين أنه أتلف وافقد كثيرًا منشعره.
وأستطيع
أن أقرر أن جل شعره الرصين يهدف إلى هذا الهدف السامي ، فقد ساهم مساهمة
فعالة في بناء هذا الكيان الفكري المعاصر، ووضغ لبنات للتقدم والازدهار،
لأرضه وعقيدته وأفراد مجتمعه، وهو اتجاه كان واضحًا لديه من نشأته .
فلدى ضياء الدين الخاقاني ، قامتالقصيدة العمودية بدور عقائدي ووطني حديث جدًا وهي الضاربة بجذورها في التراث حيثكانت داعمة بأداتها الفنية هذه الوحدة بين المعاصرة والأصالة فضلا عن روحها العقائدية والسياسية وهي عنده، وإن كانت قد أعادت إلى القصيدة العربية رونقها الفني، فقد أسهمت إسهامًامباشرًا في الدعوة إلى الوحدة والتقارب، و التي لا تتقوقع في ذاتها فقط وإن كانت تفخربه، وإنما انطلقت نحو كيانها العربي والإسلاميالكبير..
لم يكن صوت ضياء الدين الخاقاني إذا تمعنا فيه وهو يدعو إلىالجديد والحديث صوتًا منشقًا عن الأصوات الشعرية التراثية وإن كان هجومه الفكريحادًا وملغيًا ومهاجمًا بعض الأصوات التراثية والحديثة، التي تبنت طرقًا من الدجلواستغلال الدين والوطن في منافعها الذاتية، بيد أنه مع ذلك كان رجلًا يحمل همًا وطنيًاوعقائدياواضحًا، ولذا يمكن أن تعد دعوته التجديدية إرهاصًا لوعي الذات بتاريخها وحضارتها،ودعوة للنهوض والتقدم، وقد وجد بعد ذلك متسعًا من الوقت لتملي هذاوتاريخه وحضارته وإرهاصات فقراته المتتالية لسيرته المتسارعة . فحين تهدأ الحوادث السياسية، ويطمئن الفعل الإبداعي، يؤوبإلى ذاته، ويتملى تجربته، ويتاح له الوقت ليطلع على تجارب الآخرين وليقرأ واقعهقراءة واعية مركزة بعيدًا عن المتلاحقات السياسية والصراعات الطائفية والعرقية التي لم تتح بحكم سرعتهاوأهميتها قيمة مجردة من الحوادث السياسية والطوارئ المتلاحقة، بيدأن
ضياء الدين الخاقاني وهو يواكبها هذه الحوادث من الصغر، وجد فيها وطنًا ،
ظهر إلى الوجود بعد مخاضات عسيرة من التضحيات الشجاعة الجبارة، في بعدين
حاضرين من الوطن والعقيدة، يمثلان مرتكزًاواعيًا لهذه الابداع، حيث بدأت لديه الآمال العريضة في صياغة مستقبل مشرق، وأمام ذلك الأمل والرخاء الذي كان يشعر كاقرانه إرهاصاته.
ولئن كان أدب ضياء الدين الخاقاني ينطلق فيجوانب
كثيرة منه إلى الآني، والطارئ مهاجمًا وراصدًا ومتطلعًا، في نفس الوقت كان
جديده يرتكز على استحضار الماضي في سبيل نهضة الحاضر،وإشراق المستقبل، وكان شعور المستقبل الرائع، والدعوة إلى النهوض طريقًا فنيًا يعكسقناعة فكرية ثابتة بمواتاة الفرصة، وأهمية اهتبالها، لبناء غد مشرق واعد وهو خطابيتجه نحو المباشرة أحيانًا، لتمكن الفكرة عقلًا، وتجسدها وعيًا موضوعيًا حادًا فيذهن
الشاعر، يتناسى معه شرطها الفني، بيد أنه أحيانًا يتسق مع الشرط الفني حين
يغدوان الوطن والعقيدة واحداً في انتظار المجد الذي يلبسه أبناؤه.
صور الخاقاني تتجاوز معناها التشخيصيللزمان إلى اقتناص عنصر المفاجأة والتشويق، وهي حرية بالتأمل الآن بعد أن زالالستار، الذي شاءه ضياء الدين منكرًا بأخذ صفة العمومية في حين آلف بين العصروبنيه، ومن هنا يضحى فعل الزمان المعهود كشفًا لما هو أكثر إدهاشًا وغرابة، إنهمسرح الحياة الذي سيفتح عن تطورات هائلة جديدة، لن تكون أقل من فجائيةالمسرحي، ولعل في التوظيف للمسرح هنا دلالة تتجاوز البعد الفني الدلالي إلى الإشارةالرامزة
الدالة التي تشي بالغرابة والجديد، ولذا كانت الجدة والغرابة حاضرة في
خيال ضياء الدين الخاقاني، وكأنه يرسم مسرح المستقبل من خلال بوادر
الحاضر، وهي صرخات واعية، لووجدت لها همة شعبية حضارية شاملة . فمنجزهدهشة الجديد الذي لمسناه في المستحدثات والمخترعات ،هي إشارة إلى تمكن حلم النهضة ومسايرة العصر،وهي رغبة رصدها بعد أن جاهد في سبيل إحلالها القرار السياسي الواعي، رغم كلما فرضه ورفضه للحديث عن سلامة نية كبيرة، وجهل كبير أيضًا من اطراف اخرى، وتأتيقصائده تأكيدًا لهذه النظرة المستقبلية، وإيحاء دالًا إلى ضرورة النظرللمستقبل، والتخلص من الاستعباد المتمثل في الجمود والتخلف، ليأخذ نبرة عراقية عربيةنفسًا فخريًا، فهو ممن يستحق أن يتباها بالوطن والدين وإلانسان فيصورة جمعية دالة.
إن الموقفالشعري في ديوانه الكريم هذا والمعنون بعنوان مقدس:
(مسيرة الى حوض الكوثر)..
هنا يمرر موقفًا فكريًا رائعًا، وتوجهًا حضاريًا متميزًا حيث لا يقف القديمماضيًا نتغنى به فقط، ولا يتحول عائقًا أمام النهضة. إن إنجازات الماضي يجب أنتتحول رصيدًا يسهم في قوة الحاضر، وقادحًا لعزائم المستقبل، وهو موقف فكري تحيلهالغنائية الخاقانية إلى أن يكون نشيدًا يسهل ترداده وتذكره والتغني به، ولذا يأتيالتردد النغمي، إغناء إنشاديًا،وإطرابًا فنيًا لجمود الفكرة وعقليتها حيث العقل يوائم بين الماضيوالحاضر. فالفكرة في هذا الديوان الرائع ،حادة واضحة موضوعية مباشرة، بيد أن الموسيقى تعطيها بعدًا فنيًا مرققًا وكابحًالانجرافها المعرفي العلمي الواضح.
ان
ضياء الدين الخاقاني واقولها بألم،على المستوى النقدي قد ناله شيء من
التجاهل والإهمال،حيث بعض الباحثين كانوا منساقين إلى التعبير عن الظواهر
اكثر مما هي حقائق وسيرة. حيث يلحظ المتأمل لهذاالأديب العلامة ضياء الدين الخاقاني أنه يتجه نحو عناصر ثلاثة أساسية هي المكان والزمان والإنسان، وهي خصوصياتثلاثة مهمة، أنتجت مجموعة من الدوائر التي كانت الذات الشاعرة تتجه أحيانًا إلىجزء منها، وأحيانًا أخرى إلى مجموعة من الدوائر المتداخلة.وتعد الدوائر هنا قيمة مضمونية وفنية استطاع الخاقاني فيكثير من تجلياته أن يتحرك معها متفاعلا لا متقاطعا، حيث يبدو الخطاب الشعريامتزاجًا واعيًا لهذه الدوائر التي نظمها في صورة باذخة، تفيد من كل هذه الكثافةالمضمونية والفنية للوطن والعقيدة، بأبعاده الخاصة التي انفرد بها ويضحي الحديث هنا عنالخصوصية ميزة فنية أسهمت في إمداد الصورة الشعرية بالرمز التاريخي الحضاري الذييتوزع في تفاصيل الصورة الشعرية.
لقد كانتذات الشاعر الظاهرة مركزًا مهمًا وفاعلًا ومنتجًا لحركية متدفقة وثابة تنطلق إلىالوراء بذات السرعة التي تتجه فيها نحو الأمام، وتمزج بين المعطيات المكانية المهمةوالزمانية، لتنتج خطابها الشعري الذي يأتي محملًا بالإيحاءات الفنية التي وإناستندت إلى الذات الشاعرة أساسًا، فإنها تستند أيضًا إلى هذه الذات في صياغة هذهالمتنوعات الغنية بالدلالة المكثفة، نظرًا للخصوصية التي أضحت ملمحًا إيجابيًا أفادمنه الادباء فضلا عن العلماء عبر هضم هذه الدلالات وتمليها في ذواتهم الإبداعية، ومن ثم تشكيلها فيقصيدة الدين او الوطن، على نحو أضحى معه الخاقاني أمام مهمة تاريخية نوعية استطاع فيكثير من الأحيان أن يترجم هذه الكثافة المضمونية، والغزارة الحضارية، والمنجز الآنيفي
صورة تعكس قدرته على استيعاب كل ذلك، ورصده وترجمته فنيًا في صورة ادبية
مثله مقل انجازه البحثي العلمي الاخر والي هو ايضا مهما بنظري، تواكببين الذات الشاعرة المنتجة لخطابها من خلال إحساسها العميق به، والذات الشاعرة التيتقف أمام عالمها الخارجي بمعطياته المتنوعة لتفيد منه.
لقد كان ضياء الدين الخاقاني ذاتًا مركزية واعية لمجموعة منالمحاور التي شكلها هذا الخطاب.إن حركية الذات العقائدية للعلامة الخاقانيكانت موزعة إلى كل هذه الاتجاهات، فهو يتناولها ضمن وعيه الفكري، وغناه الثقافي،وقدرته على تملي هذه الإضاءات المتنوعة. ولم يك ذلك ليعني أن ضياء الدين الخاقاني ملزم أمام كلهذه التنوعات الغنية لموضوعه بالحديث والرصد، بيد أن ذلك يعني أن المتلقي يعي فيكثير من الأحيان هذه التجليات لوطنه ولعقيدته، ولذا كان هو من ي حاول المزج بين كثيرمن هذه التجليات، في الوقت الي نراه ابداعا يركز على دائرة واحدة، يرآها جديرة بالتأمل، حريةبترجمتها فنيًا من خلال ذاته، وكان الخاقاني هو من حاول أن يوزع هذه التجليات في كثير منقصائده ، لم يشعر يوما بما اتصف به من عقيدة وثقافة بانه في مأزق شعوري وهو يريد أن يتحدث عن قضية ما.
بحضوره الديني الروحي، وبتجلياته التاريخية ورصيده الغنيمن معطيات الحضارة، وآنيته التي سجلت حضورًا حضاريًا لافتًا أمام منجزه التاريخيمشكلًا مضامين غنية لا يمكن تجاهلها بمعنى أن العلامة ضياء الدين الخاقاني كان أمام وطن الإسلاموالعروبة والتاريخ والأمجاد الماضية، بتحقق الوحدة بين المتناحرين، وسجل خطوات حضارية هائلة حين استثمر الطفرةالثقافية
كعائلة او كسيرة ما بين العراق ومصر والعالم العربي وغيره، بوعي نادر في
سبيل نهضة المكان والزمان والإنسان في ظل منظومة مدركة واعية، استطاعتأن توائم بين الثابت والمتحرك، بين سيرها نحو الاستفادة من كل المعطيات الحضاريةالتقنية التي جاءت من الآخر المختلف معها حضاريًا، اي الغرب، دون تفريطها في ثوابتهاوشخصيتها الحضارية التي حملها التاريخ إياها ،ولذا كان الخاقاني أمام تدفق مضمونيكبير ومتسع،ولذا كان دالًا ولافتًا أنيكون الحديث عن منجزه ، أحيانًا يتسم بوصفه بالمحافظة الشديدة، في ذات الوقت الذي يوصفبالتطور الحضاري السريع. ولعل هذا يجعلنانتأمل تجربة العلامة ضياء الدين الخاقاني الشعورية أمام كل هذه المتلاحقات فربما كان ذلك مهمًافي استكناه الأسباب الموضوعية لاتجاهه نحو الدوائر المتنوعة التي حاول أن يمزجهاأحيانًا في نتاجه الشعري وحتى العلمي، ولم اجد بعض مميزاته عند الاخرين .
أن الإنجاز الذي حققه ضياء الدين الخاقاني رحمه الله ، حدثًا يتجاوز في دلالاتهوتجليات بطولته وشاعريته وعلميته وعزمه كثيرًا مما قيل عنه، ذاك أن الإصرار والشجاعة والقوة لم تكنكافية لتحقيق كل هذه الإنجازات المتتالية، بيد أن الخاقاني، كان ذا وعي نادربرسالته التي آمن بها، ومنطلقه الفكري الذي جعله همه وعمله وأمله .لقد كان صاحب رسالة فكرية استلهمت التاريخ،واستثمرت
العواطف الدينية للمجتمع من خلال منجزه ، وواضحة رغبته التي كانت الوحدة
والاعتصام، وإيقاظ الأمة النائمة لمواجهة مستقبل مختلف ولذا لمتكن دعوته تحريرية ثورية سياسية، بقدر ما كانت دعوة للعقول واستنهاضًا للعزائمللاتحاد، وكأنه يرحمه الله ، كان ينظر المستقبل بعيون واعية، تأخذ في حسبانها تلكالإرهاصات العالمية التي كانت مؤشرًا مهمًا للواعين بأن المستقبل سيكون مختلفًاومذهلًا ومتسارعًا، وأن بلاده ستكون أسًا مهمًا من أسس إمداد هذه القفزات الحضاريةالعالمية بما تحتاجه من دعم اتي تربوي، يعد ركيزة من ركائز نهضة الإنسانية، التواقةلرفاهية الإنسان، وراحته بعد سنوات من إبادته وانتهاك حرياته، وقتل تطلعاته.
كانت شاعرية الخاقاني، تستند وتركز على البعد الحضاري الذي يأخذ قوامه وروعتهمن
خلال التركيز على المصدر الإلهي في التوجيه والحكم، والنبع النبوي الشريف
وفكر اهل البيت عليهم السلام بتوازن علمي واضح محبب للطرف الاخر النقيض
بالفكرة والمتوحد بالعقيدة. هذهالرؤية هي التي استمدها الخاقاني لمواجهة مستقبل كان يستقرئ ويتملى نتائجهبوعي وعمق، ولذا كان يحاول أن يهيئ الأدب والثقافة لاستقباله من خلال وسطية موضوعية ترتكز علىمعطى فكري ثابت وقابل لكل جديد ومفيد، في رصد هذهالآمال
والتطلعات، ورسم هذه الموازنة بين الثابت والمتحول، مع اهتام منصب على
رغبته في بعث الضياء الحضاري القديم الجديد، وقد كان همه أن يوطن فكريًاوفنيًا من وجهة نظره لهذا المنجز العقائدي الوطني الأنساني الحضاري، مع فاعليةالتسجيلية والمباركة للإنجازات العقائدية، ورصدًا تراثيًا للحوادثانتصارات او انتكاسات، متسقا فنيًا وفكريًا وروحيًا مع الخطابالعقائدي والوطني من خلال اعتماده على الأصول الحضاريةللأمة،
ومنها الارتقاء بالبلاغة واللغة العربية . فكان الخطاب الشعري للخاقاني
متناغمًا مع هذا التوجه ، لقد كان شعر المواجهة القريبة المحتكة بهذه
الظروف نسيجًا لوعي ديني ووطني لاينفصمان يأخذ في حسبانه مهمته في الدعم
والتأييد، وهو يعيد إلى القصيدة العربيةتوهجها، عبر قدرة واستيعاب للتراث، ومهارة فنية دالة ، لنجد هذا الحس بقوة في كل منجزه. ولقدكانت النفس الإيمانية، والحس الإبداعي السابق لزمنه واضحة هنا، حيث تأتي الأبياتناقلة لعاطفة جمعية صادقة، أمام أحداث مخيفة ومحزنة، بيد أنها تقف واثقة عالمة بأن للهحكمة في كل أمر، ومع تراثية الصورة هنا وتراثية المعجم، فإن كل ذلكيحسب فنيًا لضياء الدين الخاقاني، وهو بمارس المنجز ضمن إطار عصره، وضمن نتاج معاصريه ، غير متناسين أنه أتلف وافقد كثيرًا منشعره.
وأستطيع
أن أقرر أن جل شعره الرصين يهدف إلى هذا الهدف السامي ، فقد ساهم مساهمة
فعالة في بناء هذا الكيان الفكري المعاصر، ووضغ لبنات للتقدم والازدهار،
لأرضه وعقيدته وأفراد مجتمعه، وهو اتجاه كان واضحًا لديه من نشأته .
فلدى ضياء الدين الخاقاني ، قامتالقصيدة العمودية بدور عقائدي ووطني حديث جدًا وهي الضاربة بجذورها في التراث حيثكانت داعمة بأداتها الفنية هذه الوحدة بين المعاصرة والأصالة فضلا عن روحها العقائدية والسياسية وهي عنده، وإن كانت قد أعادت إلى القصيدة العربية رونقها الفني، فقد أسهمت إسهامًامباشرًا في الدعوة إلى الوحدة والتقارب، و التي لا تتقوقع في ذاتها فقط وإن كانت تفخربه، وإنما انطلقت نحو كيانها العربي والإسلاميالكبير..
لم يكن صوت ضياء الدين الخاقاني إذا تمعنا فيه وهو يدعو إلىالجديد والحديث صوتًا منشقًا عن الأصوات الشعرية التراثية وإن كان هجومه الفكريحادًا وملغيًا ومهاجمًا بعض الأصوات التراثية والحديثة، التي تبنت طرقًا من الدجلواستغلال الدين والوطن في منافعها الذاتية، بيد أنه مع ذلك كان رجلًا يحمل همًا وطنيًاوعقائدياواضحًا، ولذا يمكن أن تعد دعوته التجديدية إرهاصًا لوعي الذات بتاريخها وحضارتها،ودعوة للنهوض والتقدم، وقد وجد بعد ذلك متسعًا من الوقت لتملي هذاوتاريخه وحضارته وإرهاصات فقراته المتتالية لسيرته المتسارعة . فحين تهدأ الحوادث السياسية، ويطمئن الفعل الإبداعي، يؤوبإلى ذاته، ويتملى تجربته، ويتاح له الوقت ليطلع على تجارب الآخرين وليقرأ واقعهقراءة واعية مركزة بعيدًا عن المتلاحقات السياسية والصراعات الطائفية والعرقية التي لم تتح بحكم سرعتهاوأهميتها قيمة مجردة من الحوادث السياسية والطوارئ المتلاحقة، بيدأن
ضياء الدين الخاقاني وهو يواكبها هذه الحوادث من الصغر، وجد فيها وطنًا ،
ظهر إلى الوجود بعد مخاضات عسيرة من التضحيات الشجاعة الجبارة، في بعدين
حاضرين من الوطن والعقيدة، يمثلان مرتكزًاواعيًا لهذه الابداع، حيث بدأت لديه الآمال العريضة في صياغة مستقبل مشرق، وأمام ذلك الأمل والرخاء الذي كان يشعر كاقرانه إرهاصاته.
ولئن كان أدب ضياء الدين الخاقاني ينطلق فيجوانب
كثيرة منه إلى الآني، والطارئ مهاجمًا وراصدًا ومتطلعًا، في نفس الوقت كان
جديده يرتكز على استحضار الماضي في سبيل نهضة الحاضر،وإشراق المستقبل، وكان شعور المستقبل الرائع، والدعوة إلى النهوض طريقًا فنيًا يعكسقناعة فكرية ثابتة بمواتاة الفرصة، وأهمية اهتبالها، لبناء غد مشرق واعد وهو خطابيتجه نحو المباشرة أحيانًا، لتمكن الفكرة عقلًا، وتجسدها وعيًا موضوعيًا حادًا فيذهن
الشاعر، يتناسى معه شرطها الفني، بيد أنه أحيانًا يتسق مع الشرط الفني حين
يغدوان الوطن والعقيدة واحداً في انتظار المجد الذي يلبسه أبناؤه.
صور الخاقاني تتجاوز معناها التشخيصيللزمان إلى اقتناص عنصر المفاجأة والتشويق، وهي حرية بالتأمل الآن بعد أن زالالستار، الذي شاءه ضياء الدين منكرًا بأخذ صفة العمومية في حين آلف بين العصروبنيه، ومن هنا يضحى فعل الزمان المعهود كشفًا لما هو أكثر إدهاشًا وغرابة، إنهمسرح الحياة الذي سيفتح عن تطورات هائلة جديدة، لن تكون أقل من فجائيةالمسرحي، ولعل في التوظيف للمسرح هنا دلالة تتجاوز البعد الفني الدلالي إلى الإشارةالرامزة
الدالة التي تشي بالغرابة والجديد، ولذا كانت الجدة والغرابة حاضرة في
خيال ضياء الدين الخاقاني، وكأنه يرسم مسرح المستقبل من خلال بوادر
الحاضر، وهي صرخات واعية، لووجدت لها همة شعبية حضارية شاملة . فمنجزهدهشة الجديد الذي لمسناه في المستحدثات والمخترعات ،هي إشارة إلى تمكن حلم النهضة ومسايرة العصر،وهي رغبة رصدها بعد أن جاهد في سبيل إحلالها القرار السياسي الواعي، رغم كلما فرضه ورفضه للحديث عن سلامة نية كبيرة، وجهل كبير أيضًا من اطراف اخرى، وتأتيقصائده تأكيدًا لهذه النظرة المستقبلية، وإيحاء دالًا إلى ضرورة النظرللمستقبل، والتخلص من الاستعباد المتمثل في الجمود والتخلف، ليأخذ نبرة عراقية عربيةنفسًا فخريًا، فهو ممن يستحق أن يتباها بالوطن والدين وإلانسان فيصورة جمعية دالة.
إن الموقفالشعري في ديوانه الكريم هذا والمعنون بعنوان مقدس:
(مسيرة الى حوض الكوثر)..
هنا يمرر موقفًا فكريًا رائعًا، وتوجهًا حضاريًا متميزًا حيث لا يقف القديمماضيًا نتغنى به فقط، ولا يتحول عائقًا أمام النهضة. إن إنجازات الماضي يجب أنتتحول رصيدًا يسهم في قوة الحاضر، وقادحًا لعزائم المستقبل، وهو موقف فكري تحيلهالغنائية الخاقانية إلى أن يكون نشيدًا يسهل ترداده وتذكره والتغني به، ولذا يأتيالتردد النغمي، إغناء إنشاديًا،وإطرابًا فنيًا لجمود الفكرة وعقليتها حيث العقل يوائم بين الماضيوالحاضر. فالفكرة في هذا الديوان الرائع ،حادة واضحة موضوعية مباشرة، بيد أن الموسيقى تعطيها بعدًا فنيًا مرققًا وكابحًالانجرافها المعرفي العلمي الواضح.
ابن الجنوب الهاشمي- عدد المساهمات : 167
نقاط : 398
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 29/03/2012
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» من أدب آل البيت عليهم السلام
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج2
» من أدب آل البيت عليهم السلام
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج4
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج5
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج2
» من أدب آل البيت عليهم السلام
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج4
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» إضاءات حول صلح الإمام الحسن عليه السلام
» قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي !
» فضل الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام
» الأدلة من السنة النبوية على إمامة أهل البيت عليهم السلام
» الشجرة التى قابل عندها سيدنا إبراهيم(عليه السلام) الملائكة ..
» صورة المكان الذي دفن بـه كف العباس عليه السلامـ في كربلاء المقدسة
» زياره السيد حسن نصر لله للامام الرضاعليه السلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في زياره حديثه للأمام الرضا سلام الله عليه
» أسألكم الدعاء