بحـث
سحابة الكلمات الدلالية
المواضيع الأخيرة
يوليو 2024
الإثنين | الثلاثاء | الأربعاء | الخميس | الجمعة | السبت | الأحد |
---|---|---|---|---|---|---|
1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 |
8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 |
15 | 16 | 17 | 18 | 19 | 20 | 21 |
22 | 23 | 24 | 25 | 26 | 27 | 28 |
29 | 30 | 31 |
الأصل في آل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرموا ولا يهانوا ، وأن يرفعوا ولا يوضعوا،
الجمعة مايو 18, 2012 2:50 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
تعاليق: 0
مناظرة ابن رسول الله الضبياني فيصل عفيف والوهابي العمده من السعوديه
الجمعة مايو 18, 2012 2:46 am من طرف السيد زكريا الهاشمي
اخى الفاضل انا هنا سوف اتكلم كلام عام لانى انا و بصراحة لا اهتم من بعيد او قريب بموضوع الانساب لانه بصراحة ربنا لم و لن يشغل بالى فى يوم من الايام.بهذ الموضوع......الرسول الاعظم صلى الله عليه و سلم اخى بين المهاجرين و …
[ قراءة كاملة ]
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 1
معاذ فضل عبد الرحيم
الجمعة أبريل 20, 2012 7:46 pm من طرف السيد زكريا الهاشمي
عاجل مقتل الشاب معاذ
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
فضل عبد الرحيم ابن التاجر فضل عبد الرحيم الضبيات في زنجبار مع انصار
الشريعه اليوم وقد لقيت الحادثه استياء كبير من قبل اهالي مدينة الضالع
بسبب تغرير الشباب من بعض المرتزقه وللعلم ان التاجر فضل عبد …
[ قراءة كاملة ]
تعاليق: 4
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد
السبت أبريل 21, 2012 11:16 pm من طرف الضبيات آل البيت الكرام
تعاليق: 0
من أدب آل البيت عليهم السلام
صفحة 1 من اصل 1
من أدب آل البيت عليهم السلام
الدكتور حسين علي محفوظ
(مقدمة ديوان مسيرة الى حوض الكوثر)
أهل البيت ، هذه اللفظة ذات البعد الرباني الخالص اليوم،أصبح لها دلالاتها التي انبثقت من التشكلات الجغرافية الناتجة عن مجموعة منالتطورات السياسية والأجتماعية والثقافية المتنوعة، والتي قبلها الإنسان عبرامتزاجه في هذه الحدود الجغرافية، وتعاطيه مع مجتمعه، ضمن الحقوق والواجبات المتفقعليها،فضلا
عن الرسالات السماوية، بحكم عقد العبادة الضمني الذي يحقق الإفادة
والأستفادة،كما يحقق معاني الثواب والعقاب، ويصنع من المجتمع والسماءوحدة واحدة لهما حقوقهما المكانية والأعتبارية والزمانية ضمن دائرة أممية وكونيّة واسعة تنظم ارتباطهامصالحها وفعلها وتشرف على أنسانية الأنسان وأخلاقه.
يأتي أدب أهل البيت عليهم السلام من هذا الباب في اصطلاحهالعربي
القرآني مفهومًا ربانيا الى جانب كونه مفهوما ربما يعتبر حديثًا جدًا
وهذه من مميزاته اذا لم نقل فيه من الأعجاز من كونه يعتبر معاصرا حديثا
دوما. ظهر هذا الأدب مع بدايات الرسالات السماوية وما زال فيالثقافة العربية والعالمية وشمل مختلف اللغات،والتي أسهمت بجهد جليل رباني في جلاء الأمية والجهل، وبناء الأوطانوالنفوس، بناء يقوم على الحرية، ويحمّل الظالم في كثير من المواقف التاريخية والفكرية وزرهذا التقسيم الجغرافي والجسدي، للوطن والأنسان الذي كان جسدًا واحدًا ونفسا واحدة، ثم آب إلى هذا التقسيموالتشتت، ولذا كانت وما زالت فكرةترتبط عند بعض المفكرينوالأدباء بأنها ناشئة في فطرة الأمةلمقاومة هذا التفتت لحدتها، ومعالجة تضيع جهودها وتراثها وتأريخها.
يأتي أدب أهل البيت عليهم السلام ليحيل إلى أن هذاالتقسيم للأمة قد أسهم في خلخلة قوة الأمة ووحدتها، وأضاع فرص الحضارة،واسترداد الحقوق المضاعة،بل إن الأمرليصل إلى أن يكونالعجز والعداء آلِهة جديدة . يواصل هذا الأدب المقدس تقديمأطروحاته عبر استخدام وسائل الإعلام المختلفة ويركز في كثير من الأحيان على الإشارةإلى أن الحقوق الأنسانية وتحرر الشعوب،لايتم اِلّا بالعلم والمعرفة،وهو طريق ومنهجية السماء دوما ، حيث لاتغيير اِلّا بالمعرفة .
تمت هذه الدعوات التي تتسم بتنوع وسائلها وبتواصل إيمانها بالأنتماء لعقيدتها، واندماجها مع قضايا الأمةالعادلة،دعمًا ودعاء ورغبة صادقة في تقديم كل شيء لاستعادة الحقّ الرباني لهذه الأمة على الأرض قبل اليوم الموعود .
ومن
هنا يأتي سمو الأدب الداعي لأهل البيت عليهم السلام، بحضوره وإيجابيته،
فهو أدب يجدُ معناه، وينسجم مع الواقع لأنه بانسجام مع الرسالة السماوية من
جهة ومن جهة مع الضمير الأنساني واِن لم يكن متدينا او منتمي الى مذهب
ودين أخر، مثل الأدب الحسيني الذي بات هوية ثقافية عالمية.
حيث يبدوالتفاعل الجمعيالشعبي،وهو في ذات الوقت يحاول الاستفادة من المنطقية، بعيدا عن التوظيف للعجز السياسي،
وبالتالي تكريس هذه الثقافة من خلال القناعة وتثقيف الذات،عبر التأكيد على
مشاعر الألم أو الفرح التي يشعر بها الأمة من أحداث أهل البيت عليهم
السلام ومناسباتهم المفرحة والمحزنة على طول السنة ، واِن كان هناك تخاذل
للفعل السياسي . فالقبول الضمني لمشروع الرأي الرباني والتوحد التعبّدي ،
يجعل الإشارة إلى تأخر الفعل السياسي معزوفة منبوذة لهذا الأدب وتكرارها مع
كل مناسبة ، وهو في ذلك يستذكرالأبعاد الأخرى التي تتحكم في صناعة ردات
الفعل السياسي والثقافي عموما وبالأخص ما يتعلق بالمجتمع، وهي رداتفعل تأخذ في حسبانها ضمنًا المصالح الأنسانية عموما بتياراتها ، وتضع في حسبانها موازينالقوى، وتستحضر التاريخ، وتعي جيدًا أن للمواجهة والمقاطعة حدودها التي لا يمكنتجاوزها، وبخاصة في ظل الظروف الحضارية البائسة التي تعيشها الأمة، في العصر الحديث .
على هذا المنهج وهذا الرقي بالوعي واصل أديبنا العلامة ضياء الدين الخاقاني رؤيته،
وهو ينظر إلى أن الطريق الى المواجهة الممكنة الحوارية بمميزاتها
الأخلاقية الحوارية، إذ أن الأمة قادرة على إحراز نتائج إيجابية، ولذا أن
طرق السلم والحوار أمور مشروعة،كما أن أدب أهل البيت عليهم السلام يدعم
قضايا ألأمة،دون المساس بالخصوصية المذهبية أو القومية وحتى الفكرية ايّة
كانت فضلا عن الدينية ،حيث تصبح دائرة الذات الأنسانية دائرة شاملة وإن
اختلفت الجغرافيات، فإن حتمية خصوصيتها مع قضاياها يمكن أن يتحقق ضمن
منهجية أدب أهل البيت عليهم السلام، بما يمكن أن يؤثر تأثيرًا إيجابيًا في
سبيل التكامل في كل شؤون الحياة حتى الأقتصادية،وتشكيل ضغط معرفي يمكن معه
أن يولد مواقف سياسية بنائة عميقة وبأساسها الأخلاقي من الطرفين اِذا كانت
الأطراف متسلحة بالمعرفة والثقافة والخلق وهذه هي أسس منهجية اهل البيت
عليهم السلام، وهو ما يجب أن تركز عليه الأطروحات الفكرية، وتتبناه السياسة
وعموم الثقافة، وهو أمريحتاج إلى تظافر الفكري مع الثقافي لأنتاج واقع جديد حضاري اِنساني.
ومن هنا فإن العقائدية في أدب ضياء الدين الخاقاني خرجت من عنق الزجاجة الذي حاول بعضالمفكرين إدخالها إليه،عبر استقرائهم الخصوصيات التي تكتلتحول ذاتها وأغلقت الباب أمام كل محاولة للتواصل مع قضايا الأمة،أوتلك العقائدية التي بذرتها الأمية المعاصرةلتحويل رسالات السماء والفكر الأنساني الى شعارات ومتاجرة وعصبية .
لقد كانت العقائدية أدبا ومعرفة عند ضياء الدين الخاقاني منهجية تعتزبالأنتماء
لهذا الفكر الربّاني الداعي إلى الله، والأعتزاز بدينه فضلا عن قضايا أمته
عربياً وأسلاميا وأنسانيا كرجل معروف بصاحب قضية، ولذا كان تاريخ ضياء
الدين الخاقاني منذ انظلاقته العلمية والأدبية كما تظهر سيرته الأدبية نصاً
ونثراً،ينطلق من هذا المنطلق، بل إن نظرة واعية منصفةلدلالات أسلوبه الأدبي يكشف بوضوح أن أية محاولة لإيجاد فجوة بين انتماء الأديبلدينه ومنهجيته البحثية والأدبية ستبوء بالفشل.
ولم يكن أدب العلامة الخاقاني هذا إلا أنموذجًا لكثير منأدبياته التي رسم بها ثقافة عقائدية، وقد جسد الخاقاني وأهله وعشيرته وأعلامها وحتى أبنائه من قبله ومن بعده هذه القيمةالعقائدية والأدبية عبر منهجية تربوية ثقافية داخلية سجلت لأهل البيت عليهم السلام والعقائد نهضة حضارية كبرىإذاما
قيست بعمر الأدباء والتجارب في البناء والتطور، كما كانت منهجية آل خاقان
غبر العصور منذ حمير وولي عهده خاقان السبئيين مرورا بكا التاريخ العربي في
الحجاز او العراق وهم الموحدون والتابعين لأنبياء عصرهم ومن ثم مسيحيتهم
ومشاركنهم في معركة ذيقار وبعدها أسلامهم طواعية ، في تنور هذا التاريخ
العجيب المدهش حتى العصر الحديث ما بين المحمرة والنجف مرورا بأصالة ذيقار
الناصرية، ولا زالتواضحة في تعاطيها مع
قضايا الأمة اِنسانيا وعقائديا بمساحاتها المعروفة عرضا وطولا، لينعكس ذلك
في كل أدبياتهم البحثية والأدبية ومنها الشعر، والأدلة كثيرة لو شئنا
الإحصاءوالتدليل.
ولا شك إن تناغم الوطنيوالإسلامي في أدب ضياء الدين الخاقاني هو ذاته التناغم الذي يرد في تراثنا الإسلاميالعربي، الذي جسد هذه العلاقة الفطرية بين الإنسان ووطنه، ولعل من أوضح ذلك قولهتعالى: (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلاقليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا))( النساء: ٦٦)) .
حيث
الحب للوطن وهو امتثال لولاء أهل البيت عليهم السلام هو تفضيل التضحية على
هجر الوطن ،وبالتالي كان التكليف الرباني سهلا وليس مستصعباً أعجازيا وهذا
من ميزة الأسلام في أحترام العرب وحبهم لأوطانهم وهو من المفاهيم
الأعجازية وربما كل مشاكلهم السياسية والثقافية والفكرية عبر العصور كما
يقول البرفسور علي الوردي رحمه الله، ناتج من ذلك واضيف ان كل عبقريته
ناتجة عن ذلك وهذا نوع من التميز الفطري والطبيعي الذي يؤكد جانبا من اسباب
نزول القرآن بلغتهم فضلا ع اسباب اخرى .
ونرى الجاحظ مؤكداً هذا الجانب في هذه الآية ملمحًا مهمًا، حين يقول ممهدًالهذه الآية
ومما يؤكد ما قلنا في حب الأوطان، قول الله عز وجل حين ذكر الديار يخبركما أن الله سبحانه وتعالى قد قرن بين عقوبة القتل والنفيعن الأوطان كما في قوله تعالى: (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فيالأرض فسادًا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا منالأرض ذلك لهم خزي في الدنياولهم في الآخرة عذاب عظيم)( المائدة: ٣٣).
وقد
بين الله عزوجل ثبات وقوة هذا الأثر من النفي والأبعاد بالنفي استناداً
لفطرة الحنين في النفس كوطنية وحب البلاد والأهل ليكون عقوبة قاسية لمن
يستحقها .
فطرة فطر الله عليها الإنسان، ولذلك نجدها متجلية واضحة عند الأنبياء والأئمة عليهم الصلاةوالسلام، هذا الحب الذي غرسه الله في قلوبأنبيائه وأئمته عليهم السلام،وإلى موطن آبائهم وأجدادهم، حيث طلب موسىعليه السلام أن يدفن إلى جوار أبيه، وكذلك يعقوب عليه السلام، كما يورد أحاديث عنحنين
الرسول (ص) إلى مكة والمدينة إلى جانب أخبار الأئمة ايضا عليهم السلام الى
العراق اخبار عن اشتياق الأصحاب والأولياء للبلدان،وهي مباحث تؤكد فطرة
هذا الحب، ونزوع الإنسان إليه، وبخاصةحينما
يبتعد عنه، وهذا النزوع واضح جلي في أدب ومنجز البلاغي للعلامة ضياء الدين
الخاقاني وبالأخص شعره عن أهل البيت عليهم السلام وغيره ومثال ذلك الديوان
الذي بين ايدينا مسيرة الى حوض الكوثر فضلا عن ادبه الذي يتوفر لدي منه
رحمه الله .
اسلوب ضياء الدين الخاقاني
يمكن أن يفهمنا فصول من امكانية تطبيق المواطنة والانتماء الفكري والانتساب
الجسدي كيما تكون السيرة استعراضا لتعريق مفهوم المواطنة من جهة ومن جهة
اخرى الانتماء الفكري.
ان علاقة الشعر
بالعقيدة عبر سيرة أديبنا الخاقاني تحسم وجهة النظر القاصرة وتعالجها حول
عدم وجود الحنين في الشعر العربي عقائديا ويتناقض قوميا ، لتتم المعالجة
عمليا وانجازا من ان الدين صفاء للقومية وان العربية روح الأسلام بل وفي
اعتقادي هي روح كل الاديان لانها يمكن ان تعبر عن الافكار بالشكل الاكمل
والافضل دون نقصان وخلل . ولهذا فاعل الخاقاني الذاتي الشخصي مع الذات
الجمعية متسعا بالضد من اخفاقات الفرد الوجدانية ، وهذه ليست عمومية مطلقة ،
وبالتالي يمكن الأطمئنان لها في التنظير ، دون نفي لحضور الذات الشخصية
لتكون داعمة للذات الجماعية وبالعكس لنلمس النفس السامية .
يخرج هذا الألمعي ضياء الدين الخاقاني الى الأدب والحياة والوطنية بوعي تام بالفكر المعاصر وبايمان واضح كعقيدة .
ان
شاعرية المكان وشاعرية الزمان وشاعرية الأنتماء تتولد جنينا من خصب رحم
التربية والتثقيف ، وقد توفرت لاديبنا العلامة الخاقاني اوسع ابواب ومساحات
هذا الخصب وحصاده، فالشعور الوجداني وسيلة للأرتقاء بعد ما كان غاية في
التربية ونمو الوعي،فيكون المكان خصبا والزمان مؤثرا والذكريات والعقائد
كلاهما بؤر النشأة الاولى،باعتباراتهما الأتية نحو وعي المسؤلية
الجمعي،وضمن شمولية الدين والوطن حضارة وثقافة، ليكون الأبداع استخلاصا
للنهوض وتبيانا للحق .
(مقدمة ديوان مسيرة الى حوض الكوثر)
أهل البيت ، هذه اللفظة ذات البعد الرباني الخالص اليوم،أصبح لها دلالاتها التي انبثقت من التشكلات الجغرافية الناتجة عن مجموعة منالتطورات السياسية والأجتماعية والثقافية المتنوعة، والتي قبلها الإنسان عبرامتزاجه في هذه الحدود الجغرافية، وتعاطيه مع مجتمعه، ضمن الحقوق والواجبات المتفقعليها،فضلا
عن الرسالات السماوية، بحكم عقد العبادة الضمني الذي يحقق الإفادة
والأستفادة،كما يحقق معاني الثواب والعقاب، ويصنع من المجتمع والسماءوحدة واحدة لهما حقوقهما المكانية والأعتبارية والزمانية ضمن دائرة أممية وكونيّة واسعة تنظم ارتباطهامصالحها وفعلها وتشرف على أنسانية الأنسان وأخلاقه.
يأتي أدب أهل البيت عليهم السلام من هذا الباب في اصطلاحهالعربي
القرآني مفهومًا ربانيا الى جانب كونه مفهوما ربما يعتبر حديثًا جدًا
وهذه من مميزاته اذا لم نقل فيه من الأعجاز من كونه يعتبر معاصرا حديثا
دوما. ظهر هذا الأدب مع بدايات الرسالات السماوية وما زال فيالثقافة العربية والعالمية وشمل مختلف اللغات،والتي أسهمت بجهد جليل رباني في جلاء الأمية والجهل، وبناء الأوطانوالنفوس، بناء يقوم على الحرية، ويحمّل الظالم في كثير من المواقف التاريخية والفكرية وزرهذا التقسيم الجغرافي والجسدي، للوطن والأنسان الذي كان جسدًا واحدًا ونفسا واحدة، ثم آب إلى هذا التقسيموالتشتت، ولذا كانت وما زالت فكرةترتبط عند بعض المفكرينوالأدباء بأنها ناشئة في فطرة الأمةلمقاومة هذا التفتت لحدتها، ومعالجة تضيع جهودها وتراثها وتأريخها.
يأتي أدب أهل البيت عليهم السلام ليحيل إلى أن هذاالتقسيم للأمة قد أسهم في خلخلة قوة الأمة ووحدتها، وأضاع فرص الحضارة،واسترداد الحقوق المضاعة،بل إن الأمرليصل إلى أن يكونالعجز والعداء آلِهة جديدة . يواصل هذا الأدب المقدس تقديمأطروحاته عبر استخدام وسائل الإعلام المختلفة ويركز في كثير من الأحيان على الإشارةإلى أن الحقوق الأنسانية وتحرر الشعوب،لايتم اِلّا بالعلم والمعرفة،وهو طريق ومنهجية السماء دوما ، حيث لاتغيير اِلّا بالمعرفة .
تمت هذه الدعوات التي تتسم بتنوع وسائلها وبتواصل إيمانها بالأنتماء لعقيدتها، واندماجها مع قضايا الأمةالعادلة،دعمًا ودعاء ورغبة صادقة في تقديم كل شيء لاستعادة الحقّ الرباني لهذه الأمة على الأرض قبل اليوم الموعود .
ومن
هنا يأتي سمو الأدب الداعي لأهل البيت عليهم السلام، بحضوره وإيجابيته،
فهو أدب يجدُ معناه، وينسجم مع الواقع لأنه بانسجام مع الرسالة السماوية من
جهة ومن جهة مع الضمير الأنساني واِن لم يكن متدينا او منتمي الى مذهب
ودين أخر، مثل الأدب الحسيني الذي بات هوية ثقافية عالمية.
حيث يبدوالتفاعل الجمعيالشعبي،وهو في ذات الوقت يحاول الاستفادة من المنطقية، بعيدا عن التوظيف للعجز السياسي،
وبالتالي تكريس هذه الثقافة من خلال القناعة وتثقيف الذات،عبر التأكيد على
مشاعر الألم أو الفرح التي يشعر بها الأمة من أحداث أهل البيت عليهم
السلام ومناسباتهم المفرحة والمحزنة على طول السنة ، واِن كان هناك تخاذل
للفعل السياسي . فالقبول الضمني لمشروع الرأي الرباني والتوحد التعبّدي ،
يجعل الإشارة إلى تأخر الفعل السياسي معزوفة منبوذة لهذا الأدب وتكرارها مع
كل مناسبة ، وهو في ذلك يستذكرالأبعاد الأخرى التي تتحكم في صناعة ردات
الفعل السياسي والثقافي عموما وبالأخص ما يتعلق بالمجتمع، وهي رداتفعل تأخذ في حسبانها ضمنًا المصالح الأنسانية عموما بتياراتها ، وتضع في حسبانها موازينالقوى، وتستحضر التاريخ، وتعي جيدًا أن للمواجهة والمقاطعة حدودها التي لا يمكنتجاوزها، وبخاصة في ظل الظروف الحضارية البائسة التي تعيشها الأمة، في العصر الحديث .
على هذا المنهج وهذا الرقي بالوعي واصل أديبنا العلامة ضياء الدين الخاقاني رؤيته،
وهو ينظر إلى أن الطريق الى المواجهة الممكنة الحوارية بمميزاتها
الأخلاقية الحوارية، إذ أن الأمة قادرة على إحراز نتائج إيجابية، ولذا أن
طرق السلم والحوار أمور مشروعة،كما أن أدب أهل البيت عليهم السلام يدعم
قضايا ألأمة،دون المساس بالخصوصية المذهبية أو القومية وحتى الفكرية ايّة
كانت فضلا عن الدينية ،حيث تصبح دائرة الذات الأنسانية دائرة شاملة وإن
اختلفت الجغرافيات، فإن حتمية خصوصيتها مع قضاياها يمكن أن يتحقق ضمن
منهجية أدب أهل البيت عليهم السلام، بما يمكن أن يؤثر تأثيرًا إيجابيًا في
سبيل التكامل في كل شؤون الحياة حتى الأقتصادية،وتشكيل ضغط معرفي يمكن معه
أن يولد مواقف سياسية بنائة عميقة وبأساسها الأخلاقي من الطرفين اِذا كانت
الأطراف متسلحة بالمعرفة والثقافة والخلق وهذه هي أسس منهجية اهل البيت
عليهم السلام، وهو ما يجب أن تركز عليه الأطروحات الفكرية، وتتبناه السياسة
وعموم الثقافة، وهو أمريحتاج إلى تظافر الفكري مع الثقافي لأنتاج واقع جديد حضاري اِنساني.
ومن هنا فإن العقائدية في أدب ضياء الدين الخاقاني خرجت من عنق الزجاجة الذي حاول بعضالمفكرين إدخالها إليه،عبر استقرائهم الخصوصيات التي تكتلتحول ذاتها وأغلقت الباب أمام كل محاولة للتواصل مع قضايا الأمة،أوتلك العقائدية التي بذرتها الأمية المعاصرةلتحويل رسالات السماء والفكر الأنساني الى شعارات ومتاجرة وعصبية .
لقد كانت العقائدية أدبا ومعرفة عند ضياء الدين الخاقاني منهجية تعتزبالأنتماء
لهذا الفكر الربّاني الداعي إلى الله، والأعتزاز بدينه فضلا عن قضايا أمته
عربياً وأسلاميا وأنسانيا كرجل معروف بصاحب قضية، ولذا كان تاريخ ضياء
الدين الخاقاني منذ انظلاقته العلمية والأدبية كما تظهر سيرته الأدبية نصاً
ونثراً،ينطلق من هذا المنطلق، بل إن نظرة واعية منصفةلدلالات أسلوبه الأدبي يكشف بوضوح أن أية محاولة لإيجاد فجوة بين انتماء الأديبلدينه ومنهجيته البحثية والأدبية ستبوء بالفشل.
ولم يكن أدب العلامة الخاقاني هذا إلا أنموذجًا لكثير منأدبياته التي رسم بها ثقافة عقائدية، وقد جسد الخاقاني وأهله وعشيرته وأعلامها وحتى أبنائه من قبله ومن بعده هذه القيمةالعقائدية والأدبية عبر منهجية تربوية ثقافية داخلية سجلت لأهل البيت عليهم السلام والعقائد نهضة حضارية كبرىإذاما
قيست بعمر الأدباء والتجارب في البناء والتطور، كما كانت منهجية آل خاقان
غبر العصور منذ حمير وولي عهده خاقان السبئيين مرورا بكا التاريخ العربي في
الحجاز او العراق وهم الموحدون والتابعين لأنبياء عصرهم ومن ثم مسيحيتهم
ومشاركنهم في معركة ذيقار وبعدها أسلامهم طواعية ، في تنور هذا التاريخ
العجيب المدهش حتى العصر الحديث ما بين المحمرة والنجف مرورا بأصالة ذيقار
الناصرية، ولا زالتواضحة في تعاطيها مع
قضايا الأمة اِنسانيا وعقائديا بمساحاتها المعروفة عرضا وطولا، لينعكس ذلك
في كل أدبياتهم البحثية والأدبية ومنها الشعر، والأدلة كثيرة لو شئنا
الإحصاءوالتدليل.
ولا شك إن تناغم الوطنيوالإسلامي في أدب ضياء الدين الخاقاني هو ذاته التناغم الذي يرد في تراثنا الإسلاميالعربي، الذي جسد هذه العلاقة الفطرية بين الإنسان ووطنه، ولعل من أوضح ذلك قولهتعالى: (( ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلاقليل منهم ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرًا لهم وأشد تثبيتًا))( النساء: ٦٦)) .
حيث
الحب للوطن وهو امتثال لولاء أهل البيت عليهم السلام هو تفضيل التضحية على
هجر الوطن ،وبالتالي كان التكليف الرباني سهلا وليس مستصعباً أعجازيا وهذا
من ميزة الأسلام في أحترام العرب وحبهم لأوطانهم وهو من المفاهيم
الأعجازية وربما كل مشاكلهم السياسية والثقافية والفكرية عبر العصور كما
يقول البرفسور علي الوردي رحمه الله، ناتج من ذلك واضيف ان كل عبقريته
ناتجة عن ذلك وهذا نوع من التميز الفطري والطبيعي الذي يؤكد جانبا من اسباب
نزول القرآن بلغتهم فضلا ع اسباب اخرى .
ونرى الجاحظ مؤكداً هذا الجانب في هذه الآية ملمحًا مهمًا، حين يقول ممهدًالهذه الآية
![Sad](https://2img.net/i/fa/i/smiles/icon_sad.gif)
وقد
بين الله عزوجل ثبات وقوة هذا الأثر من النفي والأبعاد بالنفي استناداً
لفطرة الحنين في النفس كوطنية وحب البلاد والأهل ليكون عقوبة قاسية لمن
يستحقها .
فطرة فطر الله عليها الإنسان، ولذلك نجدها متجلية واضحة عند الأنبياء والأئمة عليهم الصلاةوالسلام، هذا الحب الذي غرسه الله في قلوبأنبيائه وأئمته عليهم السلام،وإلى موطن آبائهم وأجدادهم، حيث طلب موسىعليه السلام أن يدفن إلى جوار أبيه، وكذلك يعقوب عليه السلام، كما يورد أحاديث عنحنين
الرسول (ص) إلى مكة والمدينة إلى جانب أخبار الأئمة ايضا عليهم السلام الى
العراق اخبار عن اشتياق الأصحاب والأولياء للبلدان،وهي مباحث تؤكد فطرة
هذا الحب، ونزوع الإنسان إليه، وبخاصةحينما
يبتعد عنه، وهذا النزوع واضح جلي في أدب ومنجز البلاغي للعلامة ضياء الدين
الخاقاني وبالأخص شعره عن أهل البيت عليهم السلام وغيره ومثال ذلك الديوان
الذي بين ايدينا مسيرة الى حوض الكوثر فضلا عن ادبه الذي يتوفر لدي منه
رحمه الله .
اسلوب ضياء الدين الخاقاني
يمكن أن يفهمنا فصول من امكانية تطبيق المواطنة والانتماء الفكري والانتساب
الجسدي كيما تكون السيرة استعراضا لتعريق مفهوم المواطنة من جهة ومن جهة
اخرى الانتماء الفكري.
ان علاقة الشعر
بالعقيدة عبر سيرة أديبنا الخاقاني تحسم وجهة النظر القاصرة وتعالجها حول
عدم وجود الحنين في الشعر العربي عقائديا ويتناقض قوميا ، لتتم المعالجة
عمليا وانجازا من ان الدين صفاء للقومية وان العربية روح الأسلام بل وفي
اعتقادي هي روح كل الاديان لانها يمكن ان تعبر عن الافكار بالشكل الاكمل
والافضل دون نقصان وخلل . ولهذا فاعل الخاقاني الذاتي الشخصي مع الذات
الجمعية متسعا بالضد من اخفاقات الفرد الوجدانية ، وهذه ليست عمومية مطلقة ،
وبالتالي يمكن الأطمئنان لها في التنظير ، دون نفي لحضور الذات الشخصية
لتكون داعمة للذات الجماعية وبالعكس لنلمس النفس السامية .
يخرج هذا الألمعي ضياء الدين الخاقاني الى الأدب والحياة والوطنية بوعي تام بالفكر المعاصر وبايمان واضح كعقيدة .
ان
شاعرية المكان وشاعرية الزمان وشاعرية الأنتماء تتولد جنينا من خصب رحم
التربية والتثقيف ، وقد توفرت لاديبنا العلامة الخاقاني اوسع ابواب ومساحات
هذا الخصب وحصاده، فالشعور الوجداني وسيلة للأرتقاء بعد ما كان غاية في
التربية ونمو الوعي،فيكون المكان خصبا والزمان مؤثرا والذكريات والعقائد
كلاهما بؤر النشأة الاولى،باعتباراتهما الأتية نحو وعي المسؤلية
الجمعي،وضمن شمولية الدين والوطن حضارة وثقافة، ليكون الأبداع استخلاصا
للنهوض وتبيانا للحق .
ابن الجنوب الهاشمي- عدد المساهمات : 167
نقاط : 398
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 29/03/2012
![-](https://2img.net/i/empty.gif)
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج2
» من أدب آل البيت عليهم السلام
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج3
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج4
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج5
» من أدب آل البيت عليهم السلام
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج3
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج4
» من أدب آل البيت عليهم السلام ج5
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
» إضاءات حول صلح الإمام الحسن عليه السلام
» قال رسول الله (ص): إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي !
» فضل الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام
» الأدلة من السنة النبوية على إمامة أهل البيت عليهم السلام
» الشجرة التى قابل عندها سيدنا إبراهيم(عليه السلام) الملائكة ..
» صورة المكان الذي دفن بـه كف العباس عليه السلامـ في كربلاء المقدسة
» زياره السيد حسن نصر لله للامام الرضاعليه السلام سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في زياره حديثه للأمام الرضا سلام الله عليه
» أسألكم الدعاء